بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. أما بعد :
التقليل الكبير من الغالبية لأدوار الميدا دفعني لكتابة هذا الموضوع البسيط والذي أتمنى أن أوفق فيه وتتضح من خلاله الصورة :
ذكرت في هذه التغريدة أن الميدا 9٫5 وإدواردو 10٫5
ورغم أن الميدا لا يبدو مهاجم رغم أنه مهاجم على الورق وأدواردو لا يبدو لاعب وسط رغم أنه لاعب وسط على الورق أيضاً.
باعتقادي أن ثنائية هذين البرازيليين مبنية على طريقة لعبهم وكيف أنهم يكملون بعضهم ،، وافترض أنك لا تعرفهم وانظر إلى أرقامهم .. من تتوقع المهاجم منهم ؟
لنبدأ بشرح أدوارهم :
10،5 هو تطور للاعب ال10 ( صانع اللعب العادي .. مثل ادريان النصر والشلهوب سابقا ) وبالمناسبة نيفيز ليس لاعب 10 سأوضح ذلك في الجزء الثاني من الموضوع.
هذا الدور الذي يلعب به ادواردو يجعله أقرب إلى كونه مهاجم رغم أنه على الورق لاعب وسط ، لذلك أغلب وقته يكون في حدود منطقة الجزاء. ولينجح هذا النظام أنت تحتاج للاعب 9،5 مثل نوعية الميدا يكون على الورق مهاجم لكن أغلب تحركاته تكون خارج منطقة الجزاء لفتح المساحات وإعطاء لاعب ال10،5 فرصة الدخول للمنطقة وهي الميزة التي يتميز بها أدواردو .. أي أن ال10,5 لا يبدو لاعب وسط بقدر ما يبدو كمهاجم ثاني لكن بصورة متطورة أكثر .. فمشكلة خطة ال4-4-2 تكون في وجود لاعبَيْن وسط فقط ،، لذلك اللعب ضد خصم يلعب بثلاثة لاعبين وسط يسبب مشكلة ،، فالخصم سيكون متفوق عليك عددياً بلاعب لذلك تحتاج للاعب ثالث في الوسط لمقارعة الخصم.
ومن مميزات ال4-4-2 وجود مهاجمين أمام مدافعين وهذه ستكون مشكلة على الخصم أيضاً.
أما إذا تحولت لخطة 4-5-1 لحل المشكلة فستواجه أيضا مشكلة أخرى وهي أن المهاجم سيكون مفصول عن خط الوسط وسيكون في مواجهة مدافعين على الأقل.
ولحل المشكلتين التي ظهرت في في خطة 4-4-2 و4-5-1 تم إيجاد لاعب ال10،5 الذي يحاول أن يجمع بين الدورين بحيث يتم دعم المهاجم وبنفس الوقت تحل مشكلة تفوق الخصم عليك في الوسط.
ولكن إذا أوجدت هذا اللاعب ستكون في حاجة مهاجم 9٫5 يفتح المساحات وهنا تتضح أهمية دور الميدا .. أيضاً بحاجة للاعب وسط خلاق وممتاز بالكورة وهو سلمان الفرج ونواف العابد بدرجة أقل.
لذلك لاعب ال10٫5 يبدو أقرب نسبياً إلى 60% مهاجم و40% لاعب وسط . . وهذا الدور تم إيجاده لحل المشاكل التي تظهر في خطتي ال4-4-2 او ال4-5-1.
إذاً من خلال هذا الموضوع نكتشف أن الميدا ليس المهاجم الحقيقي بالفريق ودوره الأول ليس التسجيل بقدر ما يهم عمله للمجموعة .. رغم ذلك أرقام اللاعب جيدة وليست كما يصورها البعض :
الميدا لعب 16 مباراة سجل 8 أهداف بنسبة هدف في كل مباراتين.
صحيح أني لا أنكر هبوط مستواه في الفترة الأخيرة لكن ليس كما يصور البعض أنه ليس بمستوى الهلال أو أنه عالة على الفريق .. أيضاً ما يبرر تراجع مستواه هو عدد الدقائق التي لعبها .. تقريبا أكثر لاعب في الفريق مشاركة وهذا يعطيك انطباع عن أهميته.
هذا الهدف قد يعطيك فكرة عن حجم العمل الكبير الذي يقوم بِه اللاعب والذي يستغله ادواردو بشكل جميل
بعض الحديث عن أهمية نواف العابد لهذا النظام.
لو امتلكت الشلهوب والعابد وأردت الاختيار بينهما من ستفضل ؟ ( بافتراض الشلهوب بهذا السن طبعاً )
باعتقادي الشخصي العابد أكثر أهمية لسبب بسيط وهو مجهوده البدني المميز مقارنة بالشلهوب .. أيضاً العابد جيد بالكورة .. صحيح لا يصل لمرحلة الشلهوب لكنه يبقى جيد.
لذلك اختياره يكون بناءً على جمعه لصفتين لا يملك الشلهوب إلا واحدة منها.
طبعا حديثنا هذا بافتراض أن اللاعب بكامل مستواه.
وفي مباراة الاتحاد ظهرت هذه المشكلة حيث أن الفريق خسر معركة الوسط بدنياً ومع دخول العابد تحسن الفريق بشكل واضح.
النقطة الثانية :
هل نيفيز كان لاعب 10 أو 10٫5 ؟
باعتقادي الشخصي أن نيفيز أقرب إلى 10٫5 من كونه 10 كما يعتقد البعض .. وللتوضيح دعونا نتحدث عن دور نيفيز في الموسمين الذين قضاهما في الهلال ولماذا نجح في الأول وقل تألقه في الثاني ؟
نيفيز في موسمه الأول لعب مع الفريق ك 10٫5 تقريبا ونجح في هذا الدور بشكل مُلفت .. ولنتذكر إحصائياته في تلك الفترة
لعب 22 مباراة سجل 13 وصنع 6 أي شارك في 19 هدف من اهداف الفريق.
ولتتضح الأمور بشكل أكبر دعونا نشاهد تشكيلة الفريق في الموسم الأول .. وكيف أن الفريق نجح بوجود مهاجم حقيقي وليس 9٫5 كما ذكرت في الأعلى !!
بالنظر إلى تشكيلة الفريق ستلاحظ أن التشكيلة تحتوي إلى مهاجم رقم 9 وهو ناصر الشمراني وهو عكس ما ذكرته في الأعلى عن أهمية وجود 9٫5 !!
صحيح أنه لا يوجد رأس حربة حقيقي لكن سامي الجابر في ذلك الموسم وظف الأجنحة بطريقة تدعم هذا النظام :
فأولاً : الأجنحة سالم الدوسري ونواف العابد أدوارهم في تلك الفترة هي أن يكونوا عالخط دائماً وقلما تجدهم يدخلون في العمق .. السبب من ذلك كان :
إعطاء نيفيز أكبر قدر من المساحة
وهي الميزة الأولى لنيفيز
فوجود لاعبين في كل طرف يعطي الفريق تفوق في تلك المنطقة خاصة أنك تملك لاعبين مهاريين في كل جهة .. لذلك الخصم يدفع بأحد لاعبين وسطه إلى تلك المنطقة ويجد نيفيز المساحة.
لاحظ في هذه الصورة كيف أن لاعب الوسط اضطر للتحرك إلى الطرف وترك مساحة لنيفيز وسجل منها.
وبالمناسبة أفضل من واجه هذه المشكلة كان النصر عندما أشرك ثلاث محاور.
ثانياً : وجود هرماش كلاعب وسط هجومي يخفف الضغط على نيفيز ولا يوجب عليه العودة لبناء الهجمات.
لذلك دور الأجنحة ووجود لاعب وسط هجومي جعلت نيفيز يبدو أقرب إلى 10٫5.
الميزة الثانية :
التحول إلى مهاجم ثاني
وجود محور هجومي خلف نيفيز يجعل منه مرتاح فيما يخص بناء اللعب .. فيكون دائماً قريب من منطقة الجزاء مما يسهل عليه التحول كمهاجم ثاني
لاحظ في هذه الصورة و كيف أن نيفيز يبدو قريب لأدوار أودواردو هذا الموسم.
الموسم الثاني لنيفيز :
هبوط مستواه أظهر أهمية وجود 9٫5 بجانبه ليعيد تألقه في الموسم الأول .. لكن الفريق حينها لم يكن يملك هذه النوعية.
وأذكر أني كنت أطالب حينها بوجود ياسر مكان الشمراني ليدعم النظام الهجومي للفريق.
سؤال قد يدور في عقل القارئ .. لماذا افتقد الفريق ل9٫5 وهو قد نجح في موسمه الأول مع لاعب 9 ؟!
المشاكل التي ظهرت للنظام الذي اتخذه سامي الجابر دفعت ريجيكامب للتغير .. فصحيح أن نيفيز والشمراني حينها تألقوا لكن أيضاً سالم الدوسري ونواف العابد لم يكونوا مرتاحين أظف إلى ذلك أن استحواذ الهلال افتقد للتنوع وأصبح سهل الاحتواء من الخصم .
لذلك ريجيكامب أراد الاستفادة من اللاعبين فقام بتغيير أدوارهم إلى لاعبين وسط بكامل الحرية بدلا من كونهم أجنحة تبقى على الخط .. هذا النظام أثر على نيفيز وحرمه من الميزة الأولى و لم يعد يجد المساحة التي كان يجدها بوجود الأجنحة على الخط.
لاحظ كيف أن غالبية لاعبين الفريق منتشرين في الوسط بما فيهم الأجنحة لذلك نقطة قوة نيفيز الأولى اختفت .
المشكلة الثانية التي واجهها نيفيز وهي أنه تحول للاعب 10 ولم يعد كما كان 10٫5 !!
نظراً للمشاكل الدفاعية التي واجهها الفريق في تلك الفترة بوجود سلمان الفرج بجانب بينتيلي ومع أهمية مباريات آسيا في جانب المحافظة على مرماك .. اضطر ريجيكامب لإدخال سعود كريري في خط الوسط.
لاحظ في البداية كيف إن وجود الفرج كان يحافظ على ميزة نيفيز الثانية وهو أنه غير مسؤول عن بناء اللعب أو مسؤليته بسيطة جداً.
مشكلة نيفيز كانت بعد تحول الفرج للجناح الأيسر .. صحيح أن سلمان كان لديه بعض الواجبات في بناء اللعب لكن بنفس الوقت هو لن يكون كما لو كان لاعب وسط حقيقي.
لذلك نيفيز كان مضطر أن يعود للخلف خاصة أن كريري وبينتيلي لا يتميزون بمواصفات هجومية.
لاحظ هنا كيف اختفت مميزات نيفيز التي كانت في موسمه الأول .. لذلك لم يكن غريب أبداً أن يمر اللاعب بتراجع في المستوى
لاحظ أيضاً انخفاض أرقامه في الموسم الثاني حيث لعب 20 مباراة سجل 10 وصنع هدف .. أي شارك في 11 هدف من أهداف الفريق.
محبكم أبو سامي ❤️
تويتر @lover_milkitis