الجمعة، 2 أكتوبر 2015

ما هي الفجوة التي خلفها غياب ديجاو


بِسم الله الرحمن الرحيم 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد : 




في مباراة الهلال والأهلي الإماراتي ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا والتي غاب عنها ديجاو ظهر للجميع المعاناة الكبيرة التي واجهها الفريق في غيابه .. ومن أجل ذلك قررت أن أوضح ما هي الأمور التي فقدها الفريق في غياب الوحش البرازيلي : 

1- تأثر طريقة اللعب : 

وقبل الحديث عن التأثير الذي ظهر دعونا نتحدث عن أهم الأسباب التي دفعت دونيس للعب بهذه الطريقة : 

عدم وجود جناح مميز 

منذ رحيل ويلهامسون تقريباً الفريق لم يجد أي بديل له لا من ناحية طريقة اللعب ولا من ناحية الجودة .. سالم الدوسري ونواف العابد أو حتى خالد كعبي لا يمتلكون خصائص الجناح الذي يعرف كيف يتحرك من غير كورة و يجيد التحول لمنطقة الجزاء كهداف 

سامي الجابر وريجيكامب حاولا إخراج أفضل ما لدى هؤلاء اللاعبين بتوظيفين مختلفين .. لكن هذا الأمر كان سلبي إما على اللاعبين نفسهم أو على المجموعة 

حسنا كيف كان توظيفهم مع سامي الجابر : 
سامي الجابر وظف الثنائي كأجنحة ثابتة على الخط ( ذكرت ذلك في موضوعي عن سامي الجابر بالتفصيل ) 

لماذا سامي وظفهم بهذه الطريقة ؟

أولاً : هم لا يمتلكون القدرة على الجمع بين خاصيتين صنع اللعب والتهديف .. كما يفعل ويلهامسون مثلاً .. لذلك سامي خصص أدوارهم أكثر على الجناح 

ثانياً : إعطاء نيفيز الحرية 

مما لا شك فيه أن أفضل موسم لنيفيز كان ذلك الذي لعبه مع سامي الجابر .. والسبب بسيط و واضح. 
الفريق حينها كان مبني حوله .. فأدوار أجنحة الهلال كانت فتح الملعب بالعرض أقصى ما يمكن لإعطاء نيفيز المساحات التي يحبها في وسط الملعب .. فمع وجود ظهير وجناح مهاريين ستكون مشكلة للفريق الخصم أن يواجههم بنفس العدد لأن التفوق غالباً سيكون للاعبين الهلال لذلك أحد لاعبي الوسط يذهب لدعمهم وتشكيل تفوق عددي على جناح وظهير الهلال

هذا الأمر كان ممتاز لنيفيز فهو يهدف لاستغلال المساحات التي تترك في الوسط .. هذا الهدف يوضح الفكرة جيداً 
لكن هذا الأمر افقد الفريق خاصية مهمة وهي اللامركزية حيث أن كل اللاعبين يجب أن يبقوا ثابتين في مراكزهم

توظيفهم مع ريجيكامب : 

مع ريجيكامب الفريق لعب بال3-6-1 أيضاً .. لكن مع بعض الاختلافات عن طريقة دونيس الحالية 

فأولاً : الفريق لم يكن لديه قلب دفاع ثالث .. أي أن الشهراني كان ظهير دفاعي أكثر من كونه قلب دفاع كما يفعل جحفلي الآن. 

أما سالم الدوسري الذي يلعب في مركز البريك حاليا يختلف توظيفه .. فسالم الدوسري كان يجد الحرية في الدخول للوسط بدلاً من بقائه على الطرف .. وما ساعد على ذلك هو أن الفريق كان لديه بينتيلي كمحور دفاعي يستطيع التغطية عليه ومنحه الحرية   



لاحظ تمركز لاعبي الهلال ووجود سالم في الوسط

توظيف سالم الدوسري ونواف العابد بهذه الطريقة الهدف منه منحهم الحرية التامة في الوسط والتي يحتاجها الثنائي .. ولكن المشكلة التي ظهرت أن نيفيز عانى من هذا الأمر .. فالبرازيلي يختفي تماماً باختفاء المساحات 
فهو لا يحب أن يتحرك على الأطراف لأنه لا يريد أن يبقى بعيداً عن المرمى .. وهذا ما أفقد الفريق أهم لاعب في الفريق 

ولحل المشاكل التي ظهرت مع هذا الثنائي دونيس قام بالتحول لخطة 3-6-1 وإعطاء الأظهرة حرية الصعود المستمر مع منح سالم والعابد الحرية التي يريدونها في الوسط

السبب الآخر الذي دعى دونيس للعب ب3-6-1 

عدم وجود محور دفاعي : 

من أجل دفع ظهيري الهلال للأمام باستمرار ،، الفريق كان يحتاج للاعب وحش في الوسط يستطيع التغطية على تقدمهم المستمر .. لكن الفريق لا يملك هذا النوع 

لذلك وجود ثلاثي دفاعي اثنين منهم يغطون خلف كل ظهير يحل للفريق مشكلة المحور الذي يغطي على الأظهرة ( لاحظوا أني قلت اللاعب الذي يغطي على الأظهرة وليس المحور القوي الفكاك في الوسط ) 

حسناً ما رابط ذلك كله بغياب ديجاو ؟ 

ببساطة أحد أهم الأسباب التي جعلت الفريق يلعب بثلاثي دفاعي هو وجود لاعبين أجنبيين بخط الدفاع .. وبعيداً عن كون ديجاو مدافع جيد هو يستطيع اللعب بهذا النظام بكل امتياز .. عكس أحمد شراحيلي الذي لم يظهر أي نوع من القدرة على تعويض ديجاو

2- تأثر الفريق هجومياً 

وضح للجميع المشكلة الهجومية التي عانى منها الفريق حيث لم يستطع التسجيل إلا في الدقيقة 80 ومن كرة ثابتة وليس لعب مفتوح .. البعض يلوم الطريقة الهجومية للفريق والبعض يشيد بأداء كوزمين الدفاعي 

أقول كل ذلك صحيح لكن فعلياً الفريق عانى من إخراج كرته من الخلف 

وباعتقادي المشكلة تعود لأمرين : 

الأولى : عدم وجود ممرين ممتازين من الخلف 

كيف ذلك ؟ هل غياب ديجاو حول الفريق من ممتاز إلى سيء ؟ 

طبعاً لا .. لكن لو نظرنا لتركيبة ثلاثي الدفاع
 ( جحفلي كواك ديجاو )
سنجد أن الفريق يملك اثنين مميزين في التمرير وبناء اللعب وهم ديجاو وكواك .. وآخر جيد في ذلك وهو جحفلي 

لكن بتركيبة 
( جحفلي كواك شراحيلي )
سيكون لديك مدافع وحيد ممتاز بالتمرير وهو كواك واثنين سيئين وهما جحفلي وشراحيلي !! 

السؤال : 
لماذا جحفلي جيد بالتركيبة الأولى وسيء بالثانية ؟ 

ببساطة الأمر عائد للضغط الذي يواجهه اللاعب .. فمع وجود ديجاو وكواك الضغط على جحفلي يكون أقل ،، فالخصم يضغط على اللاعبين الأكثر تميز وبالتالي جحفلي يجد مساحة وحرية أكبر ولذلك يكون جيد. 

ولكن بالتركيبة الثانية الفريق لا يملك سوى كواك الممتاز .. لذلك الضغط على جحفلي يزداد وتظهر أخطاء اللاعب 

تصور في الشوط الأول فقط الفريق مرر 18 كورة خاطئة 10 منها كانت لجحفلي !! 

ناهيك عن أخطاءه الكثيرة في الشوط الثاني ،، لذلك تبديل اللاعب كان أمر متوقع بشدة 

الثانية : قدرة ديجاو على التقدم والعودة بدون مشاكل 

اضافة للقدرات الدفاعية الممتازة ديجاو يعتبر حل هجوميممتاز وخيار مباغتة للمنافس .. في هذه اللقطة شاهد كيف تقدم ديجاو في المساحة الفارغة واستطاع إرسال الكورة للطرف وأتت العرضية من هناك ثم الهدف


لاحظ معي هنا نفس المساحة يجدها جحفلي وشراحيلي ولكن لا أحد منهم يستطيع القيام بنفس ما قام به ديجاو 

3- تأثر الفريق دفاعيا

صحيح أن الفريق لم يتأثر بتلك الصورة ولكن باعتقادي أن الأمر راجع للطريقة الدفاعية التي لعب بها الأهلي .. فلو لعب الفريق الإماراتي للهجوم اعتقد أن هنالك مشاكل أكبر ستظهر 

عموماً دعونا نلقي نظرة عن دور اللاعب دفاعياً : 

لا يخفى على الجميع القوة الدفاعية التي يتمتع بها البرازيلي ولكن ما يجعلني اعجب أكثر باللاعب أنه قارئ ممتاز للعب ويعرف متى يصعد ويضغط ومتى يتراجع وكيف يغطي المساحات 

وكل هذه الأمور التي يظهر بها باعتقادي أنها تعود لسبب رئيسي وهو : 

أن المهاجمين غالباً لا يلعبون على ديجاو بل على كواك وجحفلي !! 

وللتوضيح أكثر .. عندما تريد أن تظهر عيوب دفاع خصمك فأنت ستبحث عن اللاعبين الأقل جودة والذين تستطيع أن تتغلب عليهم وليس للاعب الأصعب .. هذا تماماً ما يحدث لديجاو مع الفريق 

فالخصم غالباً يلعب على جحفلي وكواك أكثر من لعبهم على ديجاو 









هذا الأمر يجعل ديجاو مطالب بتغطية الفراغات سواء خلف الظهير أو خلف المحور 

لاحظ هنا كيف يغطي خلف الظهير

أيضاً شاهد هنا دور ديجاو بالصعود لمنتصف الملعب لتغطية الفراغ الناتج عن ضغط الفريق للأمام
فديجاو يعتبر مسند مهم للمحور في تغطية المساحات في الوسط .. صحيح أن جحفلي يقوم بذلك أحياناً لكن بالتأكيد ليس بنفس درجة ديجاو. 

4- تأثر الفريق في الكرات الثابتة 

هدفين من آخر ثلاثة قبلها الفريق في البطولة كانت من كرات ثابتة .. والرابط بينها هو أن جميعها لعبت على القائم الأول وكلها كانت بغياب إما كواك أو ديجاو 

عموماً بنظرة سريعة للهدف الذي سجله ليما ستجد أن ليما كان متمركز خلف الشهراني وجحفلي كان مشتت 

فبالبداية كان يراقب خميس الذي تركه الفرج ثم عاد لمراقبة ليما. 

وللأمانة صعب أن تلقي باللوم على جحفلي ،، لكن بالتأكيد كان بالإمكان أفضل مما كان وباعتقادي لو كان ديجاو بنفس الموقف سيتعامل بشكل أفضل 

عموماً الأمر راجع بالصورة الأولى للطريقة والنظام الدفاعي أكثر من كونها محسوبة على لاعب بعينه

وبعد الحديث عن أدوار اللاعب المهمة التي افتقدها الفريق .. السؤال 
كيف يجب على دونيس التعامل مع الموقف ؟

اعتقد أن دونيس حالياً سيعود إلى اللعب ب4 مدافعين من أجل حل مشكلة خروج الكورة 

في الأعلى شرحت كيف أن الفريق عانى من إخراج الكورة بسبب غياب ديجاو .. ولأن خطة ال3-6-1 تجعل من لاعب المحور سهل الاحتواء !! 

لاحظ في هذه الصورة كيف إن الفرج تم احتواءه من قبل ثنائي الأهلي .. وكيف إن خط الدفاع لم يستطع إخراج الكورة

مثلاً في وجود ديجاو التقاط المحور لا يشكل مشكلة لأن الثلاثي الدفاعي يستطيع إخراج الكورة ولكن هنا الثلاثي الدفاعي لا يستطيع إخراجها والفرج أيضاً مراقب

فالتحول ل4 مدافعين بوجود قلبين دفاع سيعطي الفرصة للاعب الارتكاز حتى يعود للخلف ويهرب من ضغط المهاجمين .

كيف يجب أن يلعب الفريق الإياب ضد الأهلي الإماراتي ؟ 

لا خلاف هنا لضرورة التحول ل4 مدافعين ولكن السؤال هل هي 4-5-1 أو 4-4-2 ؟ 

باعتقادي أن الفريق سيلعب بهذه الإسماء
                 شراحيلي 
الزوري  كواك  جحفلي الشهراني 
سالم الدوسري كريري الشلهوب كعبي
           أودواردو 
            الميدا

السؤال هنا لماذا الزوري وليس البريك ؟ 

باعتقادي أن أهم سبب سيدفع دونيس للعب بالزوري هو ضرورة توفير ظهير دفاعي .. فوجود كريري وحده لا يبدو كافياً خاصة أن الشهراني على اليمين سيكون مطالب بالصعود للأمام باستمرار 

وكريري لا يملك القوة البدنية لتغطية الظهيرين 
… فبقاء الزوري في الخلف سيعطي الفريق القوة الدفاعية اللازمة وسيعطي الشهراني الحرية للانطلاق 

البريك طبعاً لا يستطيع القيام بالواجبات الدفاعية كما يفعل الزوري .. ومباراة الذهاب أوضحت مشاكل اللاعب خاصة في الحوارات الثنائية 


القضية الأخرى هي أن البعض يطالب باللعب بمهاجميْن بوجود الشمراني والميدا .. ولكن لو نظرنا لخطة 4-4-2 سنجد أنها تتضمن عدة مشاكل : 

1- أدواردو ستقل خطورته 

واحد من أهم لاعبي الفريق هذا الموسم كان كارلوس أودواردو .. حيث سجل حتى الآن 6 اهداف وصنع هدفين شارك في 8 اهداف للفريق في 7 مباريات لعبها

ذلك راجع بالتأكيد للحرية التي يجدها بلعبه خلف الميدا .. فإعادة اللاعب للجناح تبدو فكرة صعبة وإن كان البديل ناصر الشمراني 

البعض لديه فكرة أخرى أن يكون ادواردو خلف الثنائي وبالتالي تكون كسبت أدواردو والثنائي سوياً .. أقول أن هذا الأمر صعب حدوثه 

فوجوده في هذا المركز يعني أن الظهير الأيسر يجب أن يصعد للأمام باستمرار وهذه فكرة تعترض تماماً مع فكرة إشراك الزوري .. ولا اعتقد أن دونيس مستعد لخوض مغامرة كبيرة خاصة مع الضغط المتوقع من الأهلي 

2- عدم وجود لاعب مجهود بالفريق 

سؤال قد لا يجب البعض له إجابة : 

لماذا دونيس لم يشرك كريري في الذهاب رغم أنه جاهز تماماً للمباراة ؟ ولماذا هذا الإصرار من دونيس على كعبي ؟ 

باعتقادي أن أهم سبب يدفع دونيس لإشراك كعبي باستمرار هي عاملي السرعة والمجهود الذان يتمتع بهما اللاعب .. فوجود كريري أو الفرج وحيداً في الارتكاز يعني أن لاعبي الوسط حولهم مطالبين بتوفير الحماية لهم

وهو أمر مهم للاعب الارتكاز لكي يبقى في الوسط يوزع اللعب براحة شديدة دون عناء دفاعي كبير 

الفرج وكريري سوياً يعني أن الفرج يجب أن يتقدم ويعود باستمرار وهو أمر لا يستطيع القيام به الفرج .. وأمر يغفل عنه الكثير أيضاً 

فوجود كريري في مباراة الإياب مع الشلهوب (الذي يجب أن يشارك ليحسن من استحواذ الهلال) 
يعني أن الفريق بحاجة لسرعة كعبي وسالم في المنتصف أكثر وأكثر ليقوموا بالتغطية على بطئ هذا الثنائي 

إذاً خطة 4-4-2 بوجود الشمراني والميدا وأودواردو والشلهوب من بداية المباراة تبدو خطة صعبة للغاية .. وبشكل عام كل خطة لها إيجابياتها وسلبياتها وإن كان الهلال لا يبدو مرشحا للتأهل فنيا إلا أن هذا وحده ليس كافي 

فتحضير اللاعبين ذهنيا وبدنيا يظل سبب لا يقل أهمية عن التفوق الفني. 

محبكم أبو سامي ❤️
@lover_milkitis تويتر