الجمعة، 22 نوفمبر 2019

تحليل تكتيكي لمباراة الهلال وأوراوا

بسم الله الرحمن الرحيم

قدّم الهلال واحدة من أجمل مبارياته في السنوات الأخيرة على الصعيدين الفني والبدني وأظهر للجميع مدى قوته ورغبته لتحقيق اللقب أكثر من أي وقتٍ مضى .

وللتأكيد أن الفريق قدم مباراة عظيمة ستجد أن السلبية الوحيدة التي يُنتقد من خلالها كانت عدم تسجيل أهداف أكثر.

باجتهاد شخصي وتقرير أرجو أن يكون نافع أود أخذكم للإطلاع على بعض التفاصيل التي أظهرت هذا الشكل المميز :

كمتابع بسيط أول ما سيثيرني ويشدني هي نسبة الاستحواذ العالية جداً والتي وصلت إلى 69% كأعلى نسبة استحواذ للفريق في هذه البطولة وفي كل النهائيات التي لعبها الفريق
 .

 السؤال كيف حدث ذلك ولماذا حرص الهلال أن تكون النسبة عالية ؟

أولاً سأتحدث عن شكل الفريق دفاعياً وما هي أهم المشاكل الدفاعية التي يعاني منها الهلال ،، وسأقوم بربطها مع ما قام به رازفان في هذا اللقاء .

حديثي في هذا الجزء عن الشكل الدفاعي فقط لذلك فهو غالباً كلام سلبي وإذا أردت قراءة تحليل المباراة مباشرة فبإمكانك تخطي هذا الجزء  .


المشكلة الأولى : مشكلة جماعية
الهلال يلعب ب4-4-2 دفاعياً كما هو مبين بالصورة ،، بحيث يتواجد قوميز وجوفينكو في الأمام



تواجد هذا الثنائي في الأمام معناه أن مشاركتهم الدفاعية تقتصر على الضغط على الدفاع فقط وهذي حاجة جيدة طبعاً إذا قام بها الثنائي على أكمل وجه.

طبعاً قوميز مميز بالضغط أما جوفينكو فهو سيء بهذا الجانب .

 أما إذا كانت الكورة مع الخصم وتجاوزت منتصف الملعب وأصبحت في ملعب الهلال فإن الثنائي جوفينكو وغوميز لا يشاركون دفاعياً .



شاهد الآن الكورة مع الخصم وفي ملعب الهلال ،، هنا جوفينكو وغوميز بعيدان عن المشاركة الدفاعية .

 غوميز بطبيعة الحال غير مطالب بالعودة بحكم مركزه المتقدم إضافة إلى ذلك أنه يقوم بدور كبير في الضغط لذلك فإنه من الصعب أن يعود . أما جوفينكو فهو لاعب يعتبر ضعيف بدنياً .
ضعيف ليس في الاحتكاكات فقط ولكن على مستوى المجهود البدني + ليس مميز أصلاً بافتكاك الكرات والمساعدة في استعادة الكرة لذلك تمركزه بالحالة الدفاعية دائماً عالي ويحاول التواجد بالمساحة لقيادة  أي هجمة مرتدة .

بمعنى أن وسط الهلال إذا واجه فريق يلعب بثلاثي وسط متزن فإنه سيكون بموقف صعب بحيث أن الخصم سيلعب بثلاثة مقابل اثنين من الهلال وهنا سيكون الخصم دائماً متفوق بلاعب .

على سبيل المثال نام تاي هي صانع اللعب في السد كان الفارق تقريباً في لقاء الإياب أمام النادي القطري . وجوليانو من النصر أيضاً .

لذلك الخصم الذي يلعب بضغط عالي وبنفس الوقت يملك صانع لعب جيد دفاعياً أو حتى يلعب بخطة ثلاثي وسط صريح يستطيع بسهولة فرض إسلوبه على الهلال لأنه سيجد موقف 3 ضد 2 .



طبعا النصر والسد كانا أكبر  مثال على ذلك ، وكانوا أصعب خصوم الهلال هذا الموسم لأنهم استطاعوا في بعض الفترات اجبار الهلال على اللعب بصورة دفاعية وبسبب ذلك ظهرت المشاكل .


طيب ماذا يخلِّف هذا النقص الدفاعي  ؟
باعتقادي أن هذا يجعل سالم وكاريلو يلعبون بصورة ضيقة وأقرب إلى لاعبي وسط كما في الصورة .



الغرض من ذلك هو التغطية على نقص الفريق في الوسط للاعب الثالث . لذلك 30% من كاريلو و 40% من سالم هي حلول للتغطية على النقص العددي في منطقة الوسط .

بمعنى إذا كانت الكرة مع الخصم واستلمها لاعب الجهة اليمنى ،، سيذهب سالم هناك للضغط وإذا ذهبت ذهبت للوسط الأيسر فإن كاريلو يقوم بنفس الدور.

طبعاً هذا التمركز العميق من كاريلو وسالم يحرر أظهرة الخصم ويعطيهم مساحات كبيرة وبالتالي يظل هذا الثنائي يتنقل من العمق للجناح ومن الجناح للعمق وهذا ما يرهقهم كثيراً ويجعل الفريق يخسرهم هجومياً .



هل تتذكرون إياب السد وكيف إن الثنائي وخصوصاً كاريلو قدم مباراة سيئة تقريباً



المشكلة الثانية : مشكلة فردية
سأقوم بتقسيم هذه المشكلة على جزئين .

الجزء الأول : خط الوسط
 طبعاً الثنائي سلمان الفرج وعبدالله عطيف كلاهما لاعبين بالحالة الدفاعية متوسطين جداً مع تفوق لسلمان الفرج على مستوى الثنائيات . لكن على مستوى التمركز وقراءة الهجمة فهو لاعب عادي.  

لذلك إذا كان ثلاثي وسطك( عطيف ، الفرج ،جوفينكو ) واحد سيء والاثنين الآخرين متوسطين فأنت بكل تأكيد ستعاني دفاعياً .

حتى لو أضفنا كنو  فإن التركيبة ( كنو ، عطيف ، جوفينكو ) أو ( كنو ، الفرج ، جوفينكو ) فإن التركيبة ستتحسن بشكل طفيف لكنها ستبقى ذات مشكلة واضحة
كنو يعتبر لاعب ممتاز دفاعياً
الفرج متوسط
جوفينكو سيء
وللحصول على التوازن المطوب أنت تحتاج أن يصبح لديك لاعبيْن ممتازيْن على الجانب الدفاعي والثالث متوسط . وهذه لا تتوفر في الهلال .

أما ثلاثية ( كنو عطيف الفرج ) فهي تعتبر جيدة جداً دفاعياً لكنها لا تحقق التوازن المطلوب وسأتحدث عنها لاحقاً.

طبعاً يمكنك من خلال ذلك فهم لماذا رازفان قام بجلب لاعب مثل كويلار للفريق .

الجزء الثاني : رباعي الدفاع
( الشهراني البليهي جانغ البريك )
كمنظومة دفاعية باعتقادي :
 الكوري جيد جداً
الشهراني ممتاز
البريك متوسط
والبليهي سيء جداً .

البريك : لا نقاش على مستواه الهجومي لكنه دفاعياً يعاني من بعض المشاكل على مستوى الارتداد والمواجهات المباشرة .
البليهي : بدون مبالغة هو مدافع سيء إذا تراجع الفريق للخلف ولعب بدفاع منطقة ولا احتاج لأمثله ولكن ميزته الحقيقة أنه مدافع سريع ومميز بدنياً لذلك هو جيد بالدفاع المتقدم فقط .
جانغ هيون : مدافع جيد جداً وميزته تكمن في قرائته للعب أكثر وذكاءه العالي ولكن بالنسبة للصلابة الدفاعية  فباعتقادي أنها ليست أهم خاصية فيه . مجملًا هو إضافة عظيمة للهلال .
الشهراني : مميز جداً بالتحولات بالإضافة لسرعته لذلك هو يؤدي دفاعياً بشكل جيد ،، مشكلته الأكبر أنه سيء تحت الضغط .

لذلك هذه الأسماء ليست مميزة إذا وضعتها بمنظومة وطريقة لعب دفاعية لأنها سترتكب العديد من الأخطاء .

أخيراً : اللعب بهذا الأسلوب  لا يؤثر فقط على الدفاع ولكنه يؤثر على الهجوم أيضاً ،، لأن مهاجم مثل غوميز يعاني بالمساحات ولا يتميز بالتحولات لذلك فهو يتأثر بهذا الأسلوب .


بعد شرح المشاكل الدفاعية أستطيع الآن إيصال فكرتي بشكل أوضح عن لماذا وصلت نسبة استحواذ الهلال إلى 70% تقريباً أمام أوراوا .




أي نسبة استحواذ عالية كهذه تدل على أمرين لا ثالث لهما :
1- الفريق المستحوذ يلعب بضغط قوي جداً .
2- الخصم لا يلعب جيداً بالكرة .

وهذا ما ينطبق تماماً على ما حدث في لقاء الذهاب .

 السؤال الأهم لماذا الهلال لعب بضغط قوي جداً ولم يلعب بضغط متوسط خصوصاً أن فريق أوراوا ليس مميز بالاستحواذ وتدوير الكورة لذلك خطورتهم بالكورة ليست عالية
باعتقادي :
1- ثنائية الفرج وعطيف والتي تعتبر ( هشة ) دفاعياً كما شرحت بالجزء الأعلى ،، إضافة لضعف مردود جوفينكو أيضاً .
لذلك من أجل تفادي هذه المشكلة يجب أن لا تعطي أوراوا الوقت الكافي لامتلاك الكرة .
2- وجود البليهي والذي يعتبر مدافع ضعيف وقد يرتكب خطأ يصعب على الهلال المهمة ،، لذلك نظام الدفاع المتقدم غالباً سيحرر البليهي من المشاكل التي يعاني منها ،، وكما شاهدنا اللاعب قدم مباراة طيبة جداً لأنه يلعب بطريقة لعب تناسبه
3- المباراة في أرض الهلال بطبيعة الحال وهذا سبب ثانوي طبعاً ،، لكنه مهم والهلال يحتاج أن يسيطر على الكرة أكثر وقت ممكن لزيادة المحاولات والتسجيل.

تقريباً هذه أمام أفكار رازفان والتي غطت بنسبة كبيرة  على مشاكل الهلال الدفاعية .

نأتي الآن لتحليل مباراة الهلال وأوراوا تكتيكياً :

تشكيلة الفريقين








الهلال يلعب ب4-2-3-1 كما هي جرت العادة وأوراوا ب3-4-2-1 التي تتحول دفاعياً إلى 5-4-1 .

بداية سنبدأ مع أوراوا وأهم أفكار المدرب الياباني وسنرى كيف رد عليها مدرب الهلال رازفان :

الفكرة الأولى :

في حال كانت الكرة في ملعب الهلال فابريسيو (الجناح الأيسر) وناغاساوا ( الجناح الأيمن ) يتمركزون بالعمق تقريباً لسببين :
1-قطع خط التمرير من قلبي الدفاع إلى الظهيرين مع محاولة من كروكي لمنع وصول الكرة للاعب الوسط الآخر ( سواء كان عطيف أو الفرج ) يعني إذا الفرج هو من استلم الكرة من الدفاع كروكي سيمنعه من إيصال الكرة لعطيف والعكس صحيح وغالباً كان الفرج هو من يستلم الكرة من الدفاع ( سأشرح ذلك في الجزء الثاني من أفكار رازفان )







لاحظ هنا كروكي يضغط على الفرج
فابريسيو يقف بين جانغ هيون والبريك لقطع خطوط التمرير بينهم
ناغاساوا يفعل نفس الأمر مع البليهي والشهراني

هنا الكرة ستكون مع إما قلبي الدفاع أو الفرج أو المعيوف في حالات قليلة .

2- المحافظة على شكل الفريق 3-4-3 ووضع الثلاثي فابريسيو وكروكي وناغاساوا في مناطق متقدمة ،، بحيث أي كورةيخسرها الهلال يكون الفريق الياباني قريب من التسجيل . 

بمعنى
الفكرة هي ليست الضغط على الهلال ومنعهم من بناء اللعب ولكن محاولة تبطيء هجمة الهلال وتقليص خطورتها


الفكرة الثانية :
- منع جوفينكو من استلام أي كورة بين الخطوط لأنه أخطر لاعبي الهلال من ناحية صناعة الفرص والقدرة على تحويل الهجمة من عادية إلى هجمة حقيقية .





لاحظ هنا أي استلام من جوفينكو أو أي تمريرة موجهه له يصعد قلب الدفاع مع نزول المحور لمنعه من استلامها ،، تقريباً أوراوا ارتكب مخالفات كثيرة في هذه المنطقة وهي ذكية من أجل كسر رتم اللعب الهلالي .

الفكرة الثالثة :

 في حال الكرة خرجت من ملعب الهلال وهو أمر متوقع نظراً لضعف الضغط يعود فابريسيو وناغاساوا للأطراف وتكوين خطي دفاع من 9 لاعبين مع تواجد كوروكي على رأسهم بالأمام .






الجانب الهلالي 💙 :

للخروج من ضغط الفريق الياباني رازفان حضر أكثر من سيناريو سواءً كان ضغطهم عالي أو متوسط أو منخفض . 

ولاحظت مع بداية المباراة الفريق الهلالي كان يلعب بصورة هادئة جداً لفهم إسلوب اوراوا تقريباً والرد عليه ،، ورازفان غالباً هو من المدربين الي ما يقوم بالفعل بل بردة الفعل ،، عموماً أهم افكار رازفان :

الفكرة الأولى :

سقوط الفرج للخلف مع قلوب الدفاع لخروج الكورة مع بقاء عطيف بصورة أعلى على دائرة المنتصف تقريباً .





باعتقادي رازفان قام بذلك لسببين :
1- لو قمت بعكس الفكرة ولعبت بالفرج متقدم وعطيف متأخر ،، سوف تخسر الفرج لأنه وببساطة الفرج لاعب سيء وظهره للمدافعين + ليس مميز تحت الضغط وبالتالي فريق مثل أوراوا لا يضغط بقوة في مناطق متقدمة الفرج خيار مثالي في الخلف .
2- المحافظة على شكل الفريق تقريباً ،، خصوصاً أن المدرب رازفان يعتمد على كنو أكثر من عطيف بحكم إصابات الأخير المتكررة وعدم استمراريته ،، فبالتالي المدرب أراد أن يحافظ على شكل الفريق وأفكاره بدون القيام بالكثير من التغييرات .

مجملاً فكرته ممتازة والثنائي عطيف والفرج قدما مباراة كبيرة رغم أخطاء الفرج التي يجب أن يتم تفاديها بالإياب لأن أوراوا لن يكون بتلك الصورة التي ظهر بها في الرياض .

الفكرة الثانية :

الهلال فريق لا يهاجم بشكل جيد من اليسار بالإضافة إلى أن العمق مغلق بحكم الرقابة الشديدة التي يواجهها جوفينكو ،، فبالتالي الجهة اليمنى تقريباً كانت هي الحل للهجوم وخلق الفرص .

بشكل سريع لماذا الجهة اليسرى ليست جيدة بالهجوم ؟

أولاً : سالم الدوسري لاعب مميز بالمساحات أكثر من ميزته لخلقها لذلك بالذهاب لم يظهر بصورة قوية ومنتظر منه مباراة قوية بالإياب
ثانياً : ياسر الشهراني ظهير مميز بالتحولات من الدفاع للهجوم والعكس بحكم سرعته ولياقته البدنية لكن على مستوى الابتكار والقدرة على خلق فرص أمام دفاع متكتل فاللاعب ضعيف جداً بهذا الجانب .

عكس مثلاً مباراتي السد كان الثنائي متألق هجومياً بصورة كبيرة لأن السد فريق يعطيك مساحات ،، طبعاً الشهراني قدم مباراة كبيرة جداً أمام أوراوا سأشرح ذلك لاحقاً لكن حديثي عن مستواه الهجومي .

الفكرة الثالثة :


ضع كاريلو وسالم بمناطق عميقة بالوسط .



ما هي الفكرة من ذلك ؟
1- وجود كاريلو وسالم وجوفينكو بمنطقة العمق أمام اثنين من ارتكاز اوراوا سيعطي واحد من الثلاثي الهلالي الحرية ،، وإذا تقدم أحد مدافعي أوراوا للضغط سيفتح مساحة خلفه قد يستغلها جوميز او أي لاعب آخر من الهلال . لذلك رازفان خلق زيادة عددية وأفضلية في منطقة اوراوا الدفاعية واستطاع تحرير جوفينكو كما شاهدنا بالهدف .

شاهد هذه الصورة التي توضح متوسط حركة اللاعبين وستعطيك انطباع عن الفكرة 


2- استغلال الكرة الثانية خصوصاً أن الهلال يلعب بضغط عالي وبالتالي تحتاج أن تخنق منطقة وسطهم وتمنعهم من التدرج بالكرة ،، فبالتالي وجود هذا العدد من اللاعبين بهذه المنطقة يعطيك قدرة على الضغط واسترجاع الكرة بسرعة .

3- استغلال الكرات العرضية والتي جاء منها الهدف .


الفكرة الرابعة :

افتح اللعب بالعرض واستغل مشاكل جناح أوراوا الدفاعي .

لاحظ هنا فابريسيو وناغاساوا يتمركزان بصورة عميقة للضغط على مدافعي الهلال كما ذكرنا بالجزء السابق .



معنى ذلك أنهم يقومون بالضغط والذي غالباً لا ينجح ،، وبالتالي يتحولون من العمق للطرف والعودة لمناطق متأخرة .

هذا الأسلوب طبعاً يرهقهم ويجعلهم يقومون بمجهود بدني كبير وبالتالي رازفان عمل على استغلال ضعفهم في هذا الجانب .



طبعاً فابريسيو عانى أكثر بحكم أنه يلعب بالجهة اليمنى المفضلة للهجوم الهلالي ،، وأداءه البدني قل في الشوط الثاني أما الشوط الأول كان مستواه أقوى والبريك تقدماته كانت محسوبة وقليلة وهجمة أوراوا الأخطر كانت من تلك الجهة إثر تقدم البريك للهجوم.



بالجانب الآخر الشهراني قدم مباراة عظيمة جداً على الجانب البدني وكان وحده تقريباً عاليسار بحكم أن الفريق يهاجم من الجهة اليمنى . لذلك غطى مساحات كبيرة اشك في أي ظهير آخر أن يقوم بتغطيتها .


هنا الخريطة الحرارية لتحركات اللاعب التي تظهر ذلك  



ولاحظ هنا أيضاً كيف إن الشهراني كان لوحده أغلب الوقت على اليسار



الفكرة الخامسة والأخيرة :

رازفان تقريباً استغنى عن جوميز هجومياً ،، ووضع أهم دور للفرنسي هو الضغط على مدافعي اوراوا .

بالجزء الأول تحدثت أن جوميز أفضل من يقوم بالضغط لكن لا يمكن فرض ادوار كبيرة عليه بحكم مركزه الهجومي لكن هذه المباراة رازفان فرض عليه ادوار كبيرة واستغنى عن تأثيره الهجومي وبكل صراحة قدم جوميز مباراة عظيمة على مستوى الضغط.

لاحظ تحركات جوميز وجوفينكو والفرق الكبير بينهم والتي تظهر جوميز كلاعب وسط وجوفينكو كمهاجم وهنا نأتي لموضوع محدودية جوفينكو والذي لا أريد الحديث عنه بهذا الموضوع لأنه سيأخذ وقت كبير.



هنا أيضاً الخريطة الحرارية لتحركات الثنائي الهجومي 


جوفينكو


غوميز




قصة هدف

بداية من الشوط الثاني بإمكانك ملاحظة كيف إن الهلال زاد من حدة ضغطه الهجومي وركز هجومه على اليمين .

الهلال تحول إلى 4-1-4-1 تقريباً واحد من الفرج وعطيف كان يتواجد على اليمين .

هذا التحول سيعمل على تثبيت المحور الأيسر اوكي مما يجعل:

1-الجهة اليمنى للهلال تحصل على المساحة بحكم أن فابريسيو قل مجهوده الدفاعي و اوكي تم اشغاله بلاعب من العمق لذلك الظهير الأيسر لأوراوا كان بمواقف كثيرة 1 ضد 1 .

2 -إذا تحرك اوكي لدعم سيكيني الظهير الأيسر هذا سيحرر جوفينكو أو واحد من عطيف والفرج .


طبعاً بحكم أن فابريسيو قل مجهوده البدني بسبب الجهد الكبير الذي يقوم به بالضغط ثم التحول من الهجوم للدفاع كما ذكرت بالجزء الأول . هذا الأمر قابله هجوم متواصل من البريك  جعله يحصل على المساحة لتسجيل الهدف .






لاحظ هنا الكوري انتبه لانشغال كروكي مع سلمان الفرج بينما فابريسيو متراجع للخلف لتغطية البريك ،، هنا الكوري حصل على مساحة تقدم من خلالها .



 ثالث هجمة بثلاث دقائق من نفس الجهة من ثلاث لاعبين مختلفين أنتجت هدف هلالي .



نأتي للمهم الآن : سيناريو الإياب .

بدايةً مع أوراوا :

لا شك أن الشكل اليائس من أوراوا في الذهاب كان مجرد 90 دقيقة لا أكثر ،، هذا لا يعني أنهم أفضل من الهلال أو أن الهلال لم يكن قوي بقدر ما إن أوراوا كان ضعيف لكن باعتقادي أن الفريق الياباني سيقوم بمباراة مختلفة بالإياب.

على مستوى الأسماء لا اعتقد أن أوراوا سيغير شيء لسببين :
1- من آخر 32 مباراة لأوراوا في الدوري لعب مرتين فقط ب4 مدافعين والنتيجة تعادل في مباراة وخسر مباراة ،، وفي دوري أبطال آسياً من أصل 13 مباراة لم يغير أي مباراة خطة الثلاث مدافعين لذلك يستبعد تغييرهم للخطة
2- تكتيكياً لا يملك المرونة التي تجعله يغير من الرسم الفني ولا يملك أسماء أفضل من التشكيلة التي لعب بها الذهاب لكن بكل تأكيد سيغير من مستوى النمط والزخم الهجومي

بمعنى أن  فكرة أوراوا عندما كان يضغط بشكل بسيط وبصورة يحاول من خلالها تبطيء هجمة الهلال بدلاً من منعها ستتغير .

باعتقادي أن مدرب أوراوا سيزيد من ضغط فريقه على الهلال .
 بمعنى السهولة التي كان يجدها الهلال ببناء الهجمة لن تكون نفسها في اليابان .

غالباً الثلاثي الهجومي لأوراوا سيضغط بصورة أقوى على دفاع الهلال ولن يعطيه تلك السهولة والمساحة بالذهاب .

يعني ناغاساوا وفابريسيو وكروكي لن يقتصر دورهم على قطع خطوط التمرير من دفاع الهلال للظهيرين  أو عزل الفرج عن كنو كما شرحت بالجزء الأعلى ،، بل سيكون ضغطهم من أجل استعادة الكرة من قلبي الدفاع والفرج .

 أيضاً من المتوقع  تواجد ظهيرين الفريق الياباني في منتصف الملعب ومحاولة
 افتكاك الكرة من البريك  والشهراني بدلاً من أن يقوم بها فابريسيو وناغاساوا الجناحين .

طبعاً توقعي أن مدرب أوراوا لن يطبق هذا الضغط الشديد باستمرار لكنه سيحاول تطبيقه في فترات معينة .

ما يجب أن يقوم به الهلال هو نفس ما قام به الذهاب . لكل فعل ردة فعل . بمعنى أنه دوماً سيكون ضغط أوراوا به بعض المشاكل والعيوب ،، الهلال يملك الإمكانيات والتوازن الذان يجعلان الهلال يستطيع خلق الخطورة من كل المناطق.

أوراوا غالباً سيرهن على جمهوره والضغط العالي ،، حلول الهلال للخروج من ضغط أوراوا :
1- إذا كان ضغطهم منخفض مثل ما حدث بالذهاب تستطيع تطبيق إسلوب الذهاب بحدة أقل وبتدوير أكثر أمان .
وهو أمر مستبعد من أوراوا إلا إذا خطف هدف مبكر .

2- إذا كان ضغطهم متوسط ،، بمعنى أنهم سيضغطون بشدة في مناطق معينة ثم يعودون لشكلهم الطبيعي وهو أمر متوقع بالنسبة لي.
الهلال يستطيع وقتها تغيير اللعب من جهة لأخرى ويستغل المساحات التي يخلفها ضغطهم .

بمعنى إذا ضغطوا بقوة على اليمين سينتج عن ذلك مساحات بالوسط واليسار يستطيع الهلال من خلالها الخروج من الضغط والحصول على المساحة .

3- إذا كان ضغطهم عالي فالهلال يملك حل الكرات الطويلة لجوميز واستغلال سرعة أطراف الهلال بالارتداد والأهم أن جوفينكو لن يكون معزول كما حدث بالذهاب .
هذا النوع من الضغط سيكون إذا تأخروا بالنتيجة .

الأهم من كل ذلك حضور نفس التركيز الذي حدث بالذهاب وعدم التأثر بأي ظرف سواءً كان استقبال هدف أو خروج لاعب أو خطأ تحكيمي .

الجانب الهلالي 💙 :
أيضاً من جهة الهلال فالتشكيلة المتوقعة هي نفسها التي بدأت الذهاب باستثناء كنو في مكان عطيف

لماذا كنو في مكان عطيف ؟

1- باعتقادي لأنك سوف تلعب أمام أوراوا في أرضهم وهم متأخرين بالنتيجة فلذلك لا تنتظر منهم مباراة دفاعية مثل التي كانت بالرياض .

كما ذكرت بالجزء الأول من مشاكل الهلال الدفاعية أن الهلال كان يضغط بشدة بالذهاب لأن ثنائية عطيف والفرج تعتبر من مشاكل الهلال الدفاعية وبالتالي الضغط العالي كان من أجل تقليص مشاكل الوسط الدفاعية . أما الآن وجود كنو سيعطي الهلال تحسن على مستوى القوة الدفاعية.

 طبعاً ستقل نسبة الاستحواذ بكل تأكيد لأن الهلال أيضاً لا يحتاج لتلك الحدة من الضغط .

2- أدوار عطيف في الذهاب هي بالأصل نفسها أدوار كنو قبل الإصابة والتي كانت الوقوف بالوسط وقطع الكرة ومن ثم تمريرها لأقرب زميل . أدوار لا تتناسب مع عطيف ولكنها تناسب كنو كثيراً لذلك هو خيار مفصل لرازفان في هذا المركز .

لماذا لا يبدأ الفريق بخطة ثلاثة في الوسط
(كنو ، عطيف ، الفرج ) ؟

باعتقادي أنها فكرة مستبعدة كلياً للأسباب التالية :

1- الفريق مبني على جوفينكو وتحركاته الهجومية وبالتالي محاولة التغيير سيؤثر على الهجوم كثيراً وسيجعل الهلال يعاني من صعوبة في خلق الفرص .
2- جوميز مهاجم كلاسيكي وبالتالي هو لا يتميز باللعب خارج الصندوق والقدرة على خلق المساحة خصوصاً أنه لاعب بطيء لذلك هو يحتاج دائماً صانع لعب رقم 10  يجعله دائماً بالصندوق . من يتذكر نهاية الموسم الماضي كيف أصبح سيء بسبب غياب جوفينكو المتكرر .
أيضاً جوميز لا يتميز بالعرضيات . صحيح أنه مهاجم جيد بالهواء لكنها ليست أهم مميزاته وأمام دفاع ياباني مكون من ثلاثة مدافعين الكرات العرضية ستقل خطورتها كثيراً .
3- أجنحة الفريق سالم وكاريلو لا يناسبان هذ النظام بحكم أنهم غير هدافين ولا يملكون القدرة على التحرك خلف الدفاع ،، بل يناسبون نظام استلام تدوير الكرة وخلق الفرص .

لو إدواردو مثلاً في مركز سالم قد تنجح هذه الفكرة لأنه جيد في التحرك خلف الدفاع . 

على كل حال هي فكرة جيدة لها مالها من إيجابيات وعليها ما عليها من السلبيات . لذلك لا أتمنى ولا أتوقع البدء بها لكنها فكرة ستكون جيدة في الشوط الثاني والفريق متقدم بالنتيجة .

شخصياً متفائل بحول الله على قدرة الهلال على تحقيق اللقب لأن هلانا الحالي لا يمكن أن يخسر إلا من نفسه . 

محبكم : بندر
تويتر : @lover_milkitis

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

لماذا أتمنى استمرار سلمان الفرج

لماذا أتمنى استمرار سلمان الفرج وبعض النقاط عن الهلال في الثلاث جولات الأولى  ؟ 

بعيد عن كون سلمان الفرج من أفضل اللاعبين في المملكة ووجوده أمنية لكل مدرب لكني أتمنى استمراره لرفع جودة الفريق ولإعطاء المدرب خيارات تكتيكية أفضل 

أولا ما هو مركز الفرج المفضل وبماذا يتميز ؟ 

سلمان لاعب رقم 8 أي لاعب وسط هجومي ويستطيع اللعب كجناح وهذا ما يسمى بالريشة أي لاعب نصف وسط ونصف جناح والكل يتذكر عندما تألق الفرج بذلك المركز مع ريجيكامب عندما كان ينطلق من الطرف إلى العمق وأيضاً تميزه مع دونيس في الموسم الأول عندما كان يلعب كلاعب وسط ويتحرك إلى الطرف 


لو حللنا وضع الفرج سنجد أنه لا يتميز بنقطة معينة ولكنه يجمع بين العديد من الخصائص ولكن ليس بجودة عالية وهذا ما يجعله لاعب مميز !! 

على سبيل المثال اللاعب جيد مهاريا ولكن ليس ممتاز وجيد جداً بالتمرير ولكن ليس ممتاز و جيد تحت الضغط ولكن ليس ممتاز وهذا ما جعله يفشل كلاعب رقم 6 ( أي أمام المدافعين ) 
أيضاً اللاعب جيد جداً بدنيا ولكن ليس ممتاز وهذا ما يجعله أيضاً لا يناسب خطة 4-2-3-1 أو وجوده فيها يسبب بعض المشاكل الدفاعية ويتطلب وجود محور دفاعي قوي جداً مثل الخيبري ولكن بنفس الوقت لاعب مثل الخيبري سيسبب مشاكل لقلة إمكانياته بالتمرير ولو بحثت ستجد أنه من الصعب إيجاد لاعب يجمع بين القدرات الدفاعية والتميز بالتمرير . 

سيأتي شخص يسأل لماذا يشارك بالمنتخب إذاً الجواب يفسره مستوى المنتخب السيء خصوصاً على المستوى الهجومي بحيث يبقى الفرج دائماً قريب من الخيبري وتيسير كصانع لعب رقم 10 رغم أنه سيّء في هذا المركز ولكن لو عاد ولعب بجانب الفرج سيفقد المنتخب أي قدرة هجومية بالأمام وسيصبح الفريق بصعوبات تكتيكية عموماً المشكلة ستستمر سواء لعب ب4-3-3 أو ب4-2-3-1 وهذا ما يسمى بالمحدودية . 

إذاً نستنتج أن لاعب مثل سلمان يناسب خطة 4-3-3 بحيث يتخلص من المشاكل الدفاعية ويكون كلاعب رقم 8 وهذه الخطة تناسب عناصر الهلال الحالية والتي أتمنى أن تكون من خيارات ماتوساس المعتمدة في الفترة القادمة . 

وجود سلمان بهذا النظام وهذه التشكيلة سيكون ممتاز جداً لأن هذا الدور مفصَّل لإمكانياته وسيعطيه الحرية للتحرك كجناح للتغطية على دخول إدواردو للعمق وبواجبات دفاعية أقل وفي مكان يستطيع اللعب فيه بحرية أكبر بعيد عن الخوف من فقدان الكورة والتوتر وهو ما يحتاجه اللاعب من الناحية التكتيكية أما الجانب النفسي فهي الميزة الأساسية لمدرب الهلال والتي يستطيع من خلالها إعادة سلمان ، لذلك استمراره غير مخيف بالنسبة لي من ناحية عودة مستواه . 
أعرف أنه سيأتي شخص ويقول وجود الخيبري مهم جداً واللعب بدون محور دفاعي يعتبر مخاطرة ،، اتفهم ذلك وهو أمر صحيح ولكن أمام خصم صغير ودفاعي لا تحتاج لقاطع كرات ، لأن الخصم لن يتاح له إلا عدد قليل من الفرص + وجود لاعب مثل الخيبري يجعله هدف للمدربين للضغط وافتكاك الكورة بمناطق الهلال وهذه المشاكل ظهرت في جميع مباريات الهلال
 أمام الباطن والاتفاق ظهرت المشاكل الهجومية وضد التعاون مشاكل الضغط والتي تعامل ماتوساس معها يعتبر ممتاز جداً حيث أنه ابقى لاعبي الهلال بصورة متقاربة وقت بناء وتنظيم اللعب في حال لو خسر الخيبري الكورة يكون الفريق متقارب لقطع الكورة وإتاحة أكبر عدد من خيارات التمرير لتقليل فاعلية ضغط التعاون ولكن هذا الأمر أمام خصوم قوية هجومياً لن يكون مجدي لذلك المدرب ما زال يحتاج للكثير من الوقت للوصول إلى التشكيلة المناسبة والحكم عليه من الآن ظالم وغير منطقي 



نقطة أخيرة : صحيح أن اللعب بهذه التشكيلة سيسبب مشاكل دفاعية ولكنه سيعطي قوة وطابع هجومي مميز يربحك الكثير من المباريات ،، طبعاً هذا يعتمد على قدرة ميليسي على اللعب كمحور دفاعي وتأديه ولو50% من واجب الخيبري واعتقد أنه سينجح بهذا الدور وأيضاً الفريق يملك عطيف مفصل لهذا المركز لو أراد المدرب تطبيق هذا التكتيك .

محبكم : أبو سامي 
تويتر @lover_milkitis

الجمعة، 18 ديسمبر 2015

تحليل تكتيكي لأدوار الميدا وأدواردو

بِسْم الله الرحمن الرحيم 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. أما بعد :
التقليل الكبير من الغالبية لأدوار الميدا دفعني لكتابة هذا الموضوع البسيط والذي أتمنى أن أوفق فيه وتتضح من خلاله الصورة : 

ذكرت في هذه التغريدة أن الميدا 9٫5 وإدواردو 10٫5 
ورغم أن الميدا لا يبدو مهاجم رغم أنه مهاجم على الورق وأدواردو لا يبدو لاعب وسط رغم أنه لاعب وسط على الورق أيضاً. 

باعتقادي أن ثنائية هذين البرازيليين مبنية على طريقة لعبهم وكيف أنهم يكملون بعضهم ،، وافترض أنك لا تعرفهم وانظر إلى أرقامهم .. من تتوقع المهاجم منهم ؟ 

لنبدأ بشرح أدوارهم : 
 10،5 هو تطور للاعب ال10 ( صانع اللعب العادي .. مثل ادريان النصر والشلهوب سابقا ) وبالمناسبة نيفيز ليس لاعب 10 سأوضح ذلك في الجزء الثاني من الموضوع. 

هذا الدور الذي يلعب به ادواردو يجعله أقرب إلى كونه مهاجم رغم أنه على الورق لاعب وسط ، لذلك أغلب وقته يكون في حدود منطقة الجزاء. ولينجح هذا النظام أنت تحتاج للاعب 9،5 مثل نوعية الميدا يكون على الورق مهاجم لكن أغلب تحركاته تكون خارج منطقة الجزاء لفتح المساحات وإعطاء لاعب ال10،5 فرصة الدخول للمنطقة وهي الميزة التي يتميز بها أدواردو .. أي أن ال10,5 لا يبدو لاعب وسط بقدر ما يبدو كمهاجم ثاني لكن بصورة متطورة أكثر .. فمشكلة خطة ال4-4-2 تكون في وجود لاعبَيْن وسط فقط ،، لذلك اللعب ضد خصم يلعب بثلاثة لاعبين وسط يسبب مشكلة ،، فالخصم سيكون متفوق عليك عددياً بلاعب لذلك تحتاج للاعب ثالث في الوسط لمقارعة الخصم. 

ومن مميزات ال4-4-2 وجود مهاجمين أمام مدافعين وهذه ستكون مشكلة على الخصم أيضاً. 

أما إذا تحولت لخطة 4-5-1 لحل المشكلة فستواجه أيضا مشكلة أخرى وهي أن المهاجم سيكون مفصول عن خط الوسط وسيكون في مواجهة مدافعين على الأقل. 

ولحل المشكلتين التي ظهرت في في خطة 4-4-2 و4-5-1 تم إيجاد لاعب ال10،5 الذي يحاول أن يجمع بين الدورين بحيث يتم دعم المهاجم وبنفس الوقت تحل مشكلة تفوق الخصم عليك في الوسط. 

ولكن إذا أوجدت هذا اللاعب ستكون في حاجة مهاجم 9٫5 يفتح المساحات وهنا تتضح أهمية دور الميدا .. أيضاً بحاجة للاعب وسط خلاق وممتاز بالكورة وهو سلمان الفرج ونواف العابد بدرجة أقل. 

لذلك لاعب ال10٫5 يبدو أقرب نسبياً إلى 60% مهاجم و40% لاعب وسط . . وهذا الدور تم إيجاده لحل المشاكل التي تظهر في خطتي ال4-4-2 او ال4-5-1. 

إذاً من خلال هذا الموضوع نكتشف أن الميدا ليس المهاجم الحقيقي بالفريق ودوره الأول ليس التسجيل بقدر ما يهم عمله للمجموعة .. رغم ذلك أرقام اللاعب جيدة وليست كما يصورها البعض : 

الميدا لعب 16 مباراة سجل 8 أهداف بنسبة هدف في كل مباراتين. 

صحيح أني لا أنكر هبوط مستواه في الفترة الأخيرة لكن ليس كما يصور البعض أنه ليس بمستوى الهلال أو أنه عالة على الفريق .. أيضاً ما يبرر تراجع مستواه هو عدد الدقائق التي لعبها .. تقريبا أكثر لاعب في الفريق مشاركة وهذا يعطيك انطباع عن أهميته. 

هذا الهدف قد يعطيك فكرة عن حجم العمل الكبير الذي يقوم بِه اللاعب والذي يستغله ادواردو بشكل جميل


بعض الحديث عن أهمية نواف العابد لهذا النظام. 
 

لو امتلكت الشلهوب والعابد وأردت الاختيار بينهما من ستفضل ؟ ( بافتراض الشلهوب بهذا السن طبعاً ) 

باعتقادي الشخصي العابد أكثر أهمية لسبب بسيط وهو مجهوده البدني المميز مقارنة بالشلهوب .. أيضاً العابد جيد بالكورة .. صحيح لا يصل لمرحلة الشلهوب لكنه يبقى جيد. 

لذلك اختياره يكون بناءً على جمعه لصفتين لا يملك الشلهوب إلا واحدة منها. 

طبعا حديثنا هذا بافتراض أن اللاعب بكامل مستواه. 

وفي مباراة الاتحاد ظهرت هذه المشكلة حيث أن الفريق خسر معركة الوسط بدنياً ومع دخول العابد تحسن الفريق بشكل واضح. 


النقطة الثانية :
هل نيفيز كان لاعب 10 أو 10٫5 ؟ 

باعتقادي الشخصي أن نيفيز أقرب إلى 10٫5 من كونه 10 كما يعتقد البعض .. وللتوضيح دعونا نتحدث عن دور نيفيز في الموسمين الذين قضاهما في الهلال ولماذا نجح في الأول وقل تألقه في الثاني ؟ 

نيفيز في موسمه الأول لعب مع الفريق ك 10٫5 تقريبا ونجح في هذا الدور بشكل مُلفت .. ولنتذكر إحصائياته في تلك الفترة 

لعب 22 مباراة سجل 13 وصنع 6 أي شارك في 19 هدف من اهداف الفريق. 

ولتتضح الأمور بشكل أكبر دعونا نشاهد تشكيلة الفريق في الموسم الأول .. وكيف أن الفريق نجح بوجود مهاجم حقيقي وليس 9٫5 كما ذكرت في الأعلى !! 

بالنظر إلى تشكيلة الفريق ستلاحظ أن التشكيلة تحتوي إلى مهاجم رقم 9 وهو ناصر الشمراني وهو عكس ما ذكرته في الأعلى عن أهمية وجود 9٫5 !!

صحيح أنه لا يوجد رأس حربة حقيقي لكن سامي الجابر في ذلك الموسم وظف الأجنحة بطريقة تدعم هذا النظام : 

فأولاً : الأجنحة سالم الدوسري ونواف العابد أدوارهم في تلك الفترة هي أن يكونوا عالخط دائماً وقلما تجدهم يدخلون في العمق .. السبب من ذلك كان : 

إعطاء نيفيز أكبر قدر من المساحة

وهي الميزة الأولى لنيفيز

 فوجود لاعبين في كل طرف يعطي الفريق تفوق في تلك المنطقة خاصة أنك تملك لاعبين مهاريين في كل جهة .. لذلك الخصم يدفع بأحد لاعبين وسطه إلى تلك المنطقة ويجد نيفيز المساحة. 

لاحظ في هذه الصورة كيف أن لاعب الوسط اضطر للتحرك إلى الطرف وترك مساحة لنيفيز وسجل منها. 
وبالمناسبة أفضل من واجه هذه المشكلة كان النصر عندما أشرك ثلاث محاور. 

ثانياً : وجود هرماش كلاعب وسط هجومي يخفف الضغط على نيفيز ولا يوجب عليه العودة لبناء الهجمات. 

لذلك دور الأجنحة ووجود لاعب وسط هجومي جعلت نيفيز يبدو أقرب إلى 10٫5. 


الميزة الثانية : 

 التحول إلى مهاجم ثاني 

وجود محور هجومي خلف نيفيز يجعل منه مرتاح فيما يخص بناء اللعب .. فيكون دائماً قريب من منطقة الجزاء مما يسهل عليه التحول كمهاجم ثاني 

لاحظ في هذه الصورة و كيف أن نيفيز يبدو قريب لأدوار أودواردو هذا الموسم. 
الموسم الثاني لنيفيز : 

هبوط مستواه أظهر أهمية وجود 9٫5 بجانبه ليعيد تألقه في الموسم الأول .. لكن الفريق حينها لم يكن يملك هذه النوعية. 

وأذكر أني كنت أطالب حينها بوجود ياسر مكان الشمراني ليدعم النظام الهجومي للفريق. 

سؤال قد يدور في عقل القارئ .. لماذا افتقد الفريق ل9٫5 وهو قد نجح في موسمه الأول مع لاعب 9 ؟! 

المشاكل التي ظهرت للنظام الذي اتخذه سامي الجابر دفعت ريجيكامب للتغير .. فصحيح أن نيفيز والشمراني حينها تألقوا لكن أيضاً سالم الدوسري ونواف العابد لم يكونوا مرتاحين أظف إلى ذلك أن استحواذ الهلال افتقد للتنوع وأصبح سهل الاحتواء من الخصم .

لذلك ريجيكامب أراد الاستفادة من اللاعبين فقام بتغيير أدوارهم إلى لاعبين وسط بكامل الحرية بدلا من كونهم أجنحة تبقى على الخط .. هذا النظام أثر على نيفيز وحرمه من الميزة الأولى و لم يعد يجد المساحة التي كان يجدها بوجود الأجنحة على الخط. 
لاحظ كيف أن غالبية لاعبين الفريق منتشرين في الوسط بما فيهم الأجنحة لذلك نقطة قوة نيفيز الأولى اختفت . 

المشكلة الثانية التي واجهها نيفيز وهي أنه تحول للاعب 10 ولم يعد كما كان 10٫5 !! 

نظراً للمشاكل الدفاعية التي واجهها الفريق في تلك الفترة بوجود سلمان الفرج بجانب بينتيلي ومع أهمية مباريات آسيا في جانب المحافظة على مرماك .. اضطر ريجيكامب لإدخال سعود كريري في خط الوسط. 

لاحظ في البداية كيف إن وجود الفرج كان يحافظ على ميزة نيفيز الثانية وهو أنه غير مسؤول عن بناء اللعب أو مسؤليته بسيطة جداً. 

مشكلة نيفيز كانت بعد تحول الفرج للجناح الأيسر .. صحيح أن سلمان كان لديه بعض الواجبات في بناء اللعب لكن بنفس الوقت هو لن يكون كما لو كان لاعب وسط حقيقي. 

لذلك نيفيز كان مضطر أن يعود للخلف خاصة أن كريري وبينتيلي لا يتميزون بمواصفات هجومية. 

لاحظ هنا كيف اختفت مميزات نيفيز التي كانت في موسمه الأول .. لذلك لم يكن غريب أبداً أن يمر اللاعب بتراجع في المستوى 

لاحظ أيضاً انخفاض أرقامه في الموسم الثاني  حيث لعب 20 مباراة سجل 10 وصنع هدف .. أي شارك في 11 هدف من أهداف الفريق. 


محبكم أبو سامي ❤️
تويتر @lover_milkitis

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

ما هي الفجوة التي خلفها غياب ديجاو


بِسم الله الرحمن الرحيم 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد : 




في مباراة الهلال والأهلي الإماراتي ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا والتي غاب عنها ديجاو ظهر للجميع المعاناة الكبيرة التي واجهها الفريق في غيابه .. ومن أجل ذلك قررت أن أوضح ما هي الأمور التي فقدها الفريق في غياب الوحش البرازيلي : 

1- تأثر طريقة اللعب : 

وقبل الحديث عن التأثير الذي ظهر دعونا نتحدث عن أهم الأسباب التي دفعت دونيس للعب بهذه الطريقة : 

عدم وجود جناح مميز 

منذ رحيل ويلهامسون تقريباً الفريق لم يجد أي بديل له لا من ناحية طريقة اللعب ولا من ناحية الجودة .. سالم الدوسري ونواف العابد أو حتى خالد كعبي لا يمتلكون خصائص الجناح الذي يعرف كيف يتحرك من غير كورة و يجيد التحول لمنطقة الجزاء كهداف 

سامي الجابر وريجيكامب حاولا إخراج أفضل ما لدى هؤلاء اللاعبين بتوظيفين مختلفين .. لكن هذا الأمر كان سلبي إما على اللاعبين نفسهم أو على المجموعة 

حسنا كيف كان توظيفهم مع سامي الجابر : 
سامي الجابر وظف الثنائي كأجنحة ثابتة على الخط ( ذكرت ذلك في موضوعي عن سامي الجابر بالتفصيل ) 

لماذا سامي وظفهم بهذه الطريقة ؟

أولاً : هم لا يمتلكون القدرة على الجمع بين خاصيتين صنع اللعب والتهديف .. كما يفعل ويلهامسون مثلاً .. لذلك سامي خصص أدوارهم أكثر على الجناح 

ثانياً : إعطاء نيفيز الحرية 

مما لا شك فيه أن أفضل موسم لنيفيز كان ذلك الذي لعبه مع سامي الجابر .. والسبب بسيط و واضح. 
الفريق حينها كان مبني حوله .. فأدوار أجنحة الهلال كانت فتح الملعب بالعرض أقصى ما يمكن لإعطاء نيفيز المساحات التي يحبها في وسط الملعب .. فمع وجود ظهير وجناح مهاريين ستكون مشكلة للفريق الخصم أن يواجههم بنفس العدد لأن التفوق غالباً سيكون للاعبين الهلال لذلك أحد لاعبي الوسط يذهب لدعمهم وتشكيل تفوق عددي على جناح وظهير الهلال

هذا الأمر كان ممتاز لنيفيز فهو يهدف لاستغلال المساحات التي تترك في الوسط .. هذا الهدف يوضح الفكرة جيداً 
لكن هذا الأمر افقد الفريق خاصية مهمة وهي اللامركزية حيث أن كل اللاعبين يجب أن يبقوا ثابتين في مراكزهم

توظيفهم مع ريجيكامب : 

مع ريجيكامب الفريق لعب بال3-6-1 أيضاً .. لكن مع بعض الاختلافات عن طريقة دونيس الحالية 

فأولاً : الفريق لم يكن لديه قلب دفاع ثالث .. أي أن الشهراني كان ظهير دفاعي أكثر من كونه قلب دفاع كما يفعل جحفلي الآن. 

أما سالم الدوسري الذي يلعب في مركز البريك حاليا يختلف توظيفه .. فسالم الدوسري كان يجد الحرية في الدخول للوسط بدلاً من بقائه على الطرف .. وما ساعد على ذلك هو أن الفريق كان لديه بينتيلي كمحور دفاعي يستطيع التغطية عليه ومنحه الحرية   



لاحظ تمركز لاعبي الهلال ووجود سالم في الوسط

توظيف سالم الدوسري ونواف العابد بهذه الطريقة الهدف منه منحهم الحرية التامة في الوسط والتي يحتاجها الثنائي .. ولكن المشكلة التي ظهرت أن نيفيز عانى من هذا الأمر .. فالبرازيلي يختفي تماماً باختفاء المساحات 
فهو لا يحب أن يتحرك على الأطراف لأنه لا يريد أن يبقى بعيداً عن المرمى .. وهذا ما أفقد الفريق أهم لاعب في الفريق 

ولحل المشاكل التي ظهرت مع هذا الثنائي دونيس قام بالتحول لخطة 3-6-1 وإعطاء الأظهرة حرية الصعود المستمر مع منح سالم والعابد الحرية التي يريدونها في الوسط

السبب الآخر الذي دعى دونيس للعب ب3-6-1 

عدم وجود محور دفاعي : 

من أجل دفع ظهيري الهلال للأمام باستمرار ،، الفريق كان يحتاج للاعب وحش في الوسط يستطيع التغطية على تقدمهم المستمر .. لكن الفريق لا يملك هذا النوع 

لذلك وجود ثلاثي دفاعي اثنين منهم يغطون خلف كل ظهير يحل للفريق مشكلة المحور الذي يغطي على الأظهرة ( لاحظوا أني قلت اللاعب الذي يغطي على الأظهرة وليس المحور القوي الفكاك في الوسط ) 

حسناً ما رابط ذلك كله بغياب ديجاو ؟ 

ببساطة أحد أهم الأسباب التي جعلت الفريق يلعب بثلاثي دفاعي هو وجود لاعبين أجنبيين بخط الدفاع .. وبعيداً عن كون ديجاو مدافع جيد هو يستطيع اللعب بهذا النظام بكل امتياز .. عكس أحمد شراحيلي الذي لم يظهر أي نوع من القدرة على تعويض ديجاو

2- تأثر الفريق هجومياً 

وضح للجميع المشكلة الهجومية التي عانى منها الفريق حيث لم يستطع التسجيل إلا في الدقيقة 80 ومن كرة ثابتة وليس لعب مفتوح .. البعض يلوم الطريقة الهجومية للفريق والبعض يشيد بأداء كوزمين الدفاعي 

أقول كل ذلك صحيح لكن فعلياً الفريق عانى من إخراج كرته من الخلف 

وباعتقادي المشكلة تعود لأمرين : 

الأولى : عدم وجود ممرين ممتازين من الخلف 

كيف ذلك ؟ هل غياب ديجاو حول الفريق من ممتاز إلى سيء ؟ 

طبعاً لا .. لكن لو نظرنا لتركيبة ثلاثي الدفاع
 ( جحفلي كواك ديجاو )
سنجد أن الفريق يملك اثنين مميزين في التمرير وبناء اللعب وهم ديجاو وكواك .. وآخر جيد في ذلك وهو جحفلي 

لكن بتركيبة 
( جحفلي كواك شراحيلي )
سيكون لديك مدافع وحيد ممتاز بالتمرير وهو كواك واثنين سيئين وهما جحفلي وشراحيلي !! 

السؤال : 
لماذا جحفلي جيد بالتركيبة الأولى وسيء بالثانية ؟ 

ببساطة الأمر عائد للضغط الذي يواجهه اللاعب .. فمع وجود ديجاو وكواك الضغط على جحفلي يكون أقل ،، فالخصم يضغط على اللاعبين الأكثر تميز وبالتالي جحفلي يجد مساحة وحرية أكبر ولذلك يكون جيد. 

ولكن بالتركيبة الثانية الفريق لا يملك سوى كواك الممتاز .. لذلك الضغط على جحفلي يزداد وتظهر أخطاء اللاعب 

تصور في الشوط الأول فقط الفريق مرر 18 كورة خاطئة 10 منها كانت لجحفلي !! 

ناهيك عن أخطاءه الكثيرة في الشوط الثاني ،، لذلك تبديل اللاعب كان أمر متوقع بشدة 

الثانية : قدرة ديجاو على التقدم والعودة بدون مشاكل 

اضافة للقدرات الدفاعية الممتازة ديجاو يعتبر حل هجوميممتاز وخيار مباغتة للمنافس .. في هذه اللقطة شاهد كيف تقدم ديجاو في المساحة الفارغة واستطاع إرسال الكورة للطرف وأتت العرضية من هناك ثم الهدف


لاحظ معي هنا نفس المساحة يجدها جحفلي وشراحيلي ولكن لا أحد منهم يستطيع القيام بنفس ما قام به ديجاو 

3- تأثر الفريق دفاعيا

صحيح أن الفريق لم يتأثر بتلك الصورة ولكن باعتقادي أن الأمر راجع للطريقة الدفاعية التي لعب بها الأهلي .. فلو لعب الفريق الإماراتي للهجوم اعتقد أن هنالك مشاكل أكبر ستظهر 

عموماً دعونا نلقي نظرة عن دور اللاعب دفاعياً : 

لا يخفى على الجميع القوة الدفاعية التي يتمتع بها البرازيلي ولكن ما يجعلني اعجب أكثر باللاعب أنه قارئ ممتاز للعب ويعرف متى يصعد ويضغط ومتى يتراجع وكيف يغطي المساحات 

وكل هذه الأمور التي يظهر بها باعتقادي أنها تعود لسبب رئيسي وهو : 

أن المهاجمين غالباً لا يلعبون على ديجاو بل على كواك وجحفلي !! 

وللتوضيح أكثر .. عندما تريد أن تظهر عيوب دفاع خصمك فأنت ستبحث عن اللاعبين الأقل جودة والذين تستطيع أن تتغلب عليهم وليس للاعب الأصعب .. هذا تماماً ما يحدث لديجاو مع الفريق 

فالخصم غالباً يلعب على جحفلي وكواك أكثر من لعبهم على ديجاو 









هذا الأمر يجعل ديجاو مطالب بتغطية الفراغات سواء خلف الظهير أو خلف المحور 

لاحظ هنا كيف يغطي خلف الظهير

أيضاً شاهد هنا دور ديجاو بالصعود لمنتصف الملعب لتغطية الفراغ الناتج عن ضغط الفريق للأمام
فديجاو يعتبر مسند مهم للمحور في تغطية المساحات في الوسط .. صحيح أن جحفلي يقوم بذلك أحياناً لكن بالتأكيد ليس بنفس درجة ديجاو. 

4- تأثر الفريق في الكرات الثابتة 

هدفين من آخر ثلاثة قبلها الفريق في البطولة كانت من كرات ثابتة .. والرابط بينها هو أن جميعها لعبت على القائم الأول وكلها كانت بغياب إما كواك أو ديجاو 

عموماً بنظرة سريعة للهدف الذي سجله ليما ستجد أن ليما كان متمركز خلف الشهراني وجحفلي كان مشتت 

فبالبداية كان يراقب خميس الذي تركه الفرج ثم عاد لمراقبة ليما. 

وللأمانة صعب أن تلقي باللوم على جحفلي ،، لكن بالتأكيد كان بالإمكان أفضل مما كان وباعتقادي لو كان ديجاو بنفس الموقف سيتعامل بشكل أفضل 

عموماً الأمر راجع بالصورة الأولى للطريقة والنظام الدفاعي أكثر من كونها محسوبة على لاعب بعينه

وبعد الحديث عن أدوار اللاعب المهمة التي افتقدها الفريق .. السؤال 
كيف يجب على دونيس التعامل مع الموقف ؟

اعتقد أن دونيس حالياً سيعود إلى اللعب ب4 مدافعين من أجل حل مشكلة خروج الكورة 

في الأعلى شرحت كيف أن الفريق عانى من إخراج الكورة بسبب غياب ديجاو .. ولأن خطة ال3-6-1 تجعل من لاعب المحور سهل الاحتواء !! 

لاحظ في هذه الصورة كيف إن الفرج تم احتواءه من قبل ثنائي الأهلي .. وكيف إن خط الدفاع لم يستطع إخراج الكورة

مثلاً في وجود ديجاو التقاط المحور لا يشكل مشكلة لأن الثلاثي الدفاعي يستطيع إخراج الكورة ولكن هنا الثلاثي الدفاعي لا يستطيع إخراجها والفرج أيضاً مراقب

فالتحول ل4 مدافعين بوجود قلبين دفاع سيعطي الفرصة للاعب الارتكاز حتى يعود للخلف ويهرب من ضغط المهاجمين .

كيف يجب أن يلعب الفريق الإياب ضد الأهلي الإماراتي ؟ 

لا خلاف هنا لضرورة التحول ل4 مدافعين ولكن السؤال هل هي 4-5-1 أو 4-4-2 ؟ 

باعتقادي أن الفريق سيلعب بهذه الإسماء
                 شراحيلي 
الزوري  كواك  جحفلي الشهراني 
سالم الدوسري كريري الشلهوب كعبي
           أودواردو 
            الميدا

السؤال هنا لماذا الزوري وليس البريك ؟ 

باعتقادي أن أهم سبب سيدفع دونيس للعب بالزوري هو ضرورة توفير ظهير دفاعي .. فوجود كريري وحده لا يبدو كافياً خاصة أن الشهراني على اليمين سيكون مطالب بالصعود للأمام باستمرار 

وكريري لا يملك القوة البدنية لتغطية الظهيرين 
… فبقاء الزوري في الخلف سيعطي الفريق القوة الدفاعية اللازمة وسيعطي الشهراني الحرية للانطلاق 

البريك طبعاً لا يستطيع القيام بالواجبات الدفاعية كما يفعل الزوري .. ومباراة الذهاب أوضحت مشاكل اللاعب خاصة في الحوارات الثنائية 


القضية الأخرى هي أن البعض يطالب باللعب بمهاجميْن بوجود الشمراني والميدا .. ولكن لو نظرنا لخطة 4-4-2 سنجد أنها تتضمن عدة مشاكل : 

1- أدواردو ستقل خطورته 

واحد من أهم لاعبي الفريق هذا الموسم كان كارلوس أودواردو .. حيث سجل حتى الآن 6 اهداف وصنع هدفين شارك في 8 اهداف للفريق في 7 مباريات لعبها

ذلك راجع بالتأكيد للحرية التي يجدها بلعبه خلف الميدا .. فإعادة اللاعب للجناح تبدو فكرة صعبة وإن كان البديل ناصر الشمراني 

البعض لديه فكرة أخرى أن يكون ادواردو خلف الثنائي وبالتالي تكون كسبت أدواردو والثنائي سوياً .. أقول أن هذا الأمر صعب حدوثه 

فوجوده في هذا المركز يعني أن الظهير الأيسر يجب أن يصعد للأمام باستمرار وهذه فكرة تعترض تماماً مع فكرة إشراك الزوري .. ولا اعتقد أن دونيس مستعد لخوض مغامرة كبيرة خاصة مع الضغط المتوقع من الأهلي 

2- عدم وجود لاعب مجهود بالفريق 

سؤال قد لا يجب البعض له إجابة : 

لماذا دونيس لم يشرك كريري في الذهاب رغم أنه جاهز تماماً للمباراة ؟ ولماذا هذا الإصرار من دونيس على كعبي ؟ 

باعتقادي أن أهم سبب يدفع دونيس لإشراك كعبي باستمرار هي عاملي السرعة والمجهود الذان يتمتع بهما اللاعب .. فوجود كريري أو الفرج وحيداً في الارتكاز يعني أن لاعبي الوسط حولهم مطالبين بتوفير الحماية لهم

وهو أمر مهم للاعب الارتكاز لكي يبقى في الوسط يوزع اللعب براحة شديدة دون عناء دفاعي كبير 

الفرج وكريري سوياً يعني أن الفرج يجب أن يتقدم ويعود باستمرار وهو أمر لا يستطيع القيام به الفرج .. وأمر يغفل عنه الكثير أيضاً 

فوجود كريري في مباراة الإياب مع الشلهوب (الذي يجب أن يشارك ليحسن من استحواذ الهلال) 
يعني أن الفريق بحاجة لسرعة كعبي وسالم في المنتصف أكثر وأكثر ليقوموا بالتغطية على بطئ هذا الثنائي 

إذاً خطة 4-4-2 بوجود الشمراني والميدا وأودواردو والشلهوب من بداية المباراة تبدو خطة صعبة للغاية .. وبشكل عام كل خطة لها إيجابياتها وسلبياتها وإن كان الهلال لا يبدو مرشحا للتأهل فنيا إلا أن هذا وحده ليس كافي 

فتحضير اللاعبين ذهنيا وبدنيا يظل سبب لا يقل أهمية عن التفوق الفني. 

محبكم أبو سامي ❤️
@lover_milkitis تويتر