الاثنين، 9 يونيو 2014

مراحل سامي التكتيكية

 بسم الله الرحمن الرحيم


الهلال وسامي . . وتجربة للأسطورة في مجال التدريب.



البعض عارضها من البداية . . والبعض وافقها وأنا لم أكن منهذا هذا الصنف ولا من ذاك .. ! 
كنت مِن مَن وافق الفكرة بشرط توفير متطلبات يحتاجها المدرب لتطبيق أفكاره وللأسف لم يتم ذلك. 


البعض سيقول كيف ذلك والفريق جلب 15 لاعب مع الأجانب الراحلين في فترة الشتاء. ؟!

حسناً لنقسِّم هذا الكم من التعاقدات إلى 3 أقسام 

قِسم نجح وقدم ما يريده المدرب 
قِسم لم يجد الفرصة ليثبت تواجده.  
قِسم فشل فشل ذريع. 

والأقل كان القسم الأول بكل تأكيد. 

البعض كان يريد من الفريق مستوى عالي مماثل لمستوى هلال جيريتس .. ! 

لكن إذا أردت المقارنة بين شخصيْن بأي مجال في الحياة يجب أن  تكون المقارنة بينهما من جميع النواحي والظروف. 

فالأسماء التي امتلكها سامي ليست بجودة الأسماء التي تحصّل عليها جيريتس. 

والمنافسة التي تواجدت مع سامي لم تكن كذلك مع جيريتس الذي نافس فريق اتحادي متدهور ويحتضر حينها .. ! 
المقارنة بينهم باطلة ولا تصح أبداً !

رغم ذلك النتائج كانت متقاربة .. والأرقام متساوية 


هلال جيرتس :

لعب 41
فاز 29 تعادل 6 خسر 6 
سجل 99 هدف استقبل 40 هدف


هلال سامي :

 لعب 41
فاز 29 تعادل 6 خسر 6
سجل 91 هدف استقبل 38 هدف


عموماً :
النتائج في موسمه التدريبي الأول ليست مهمة بقدر ما كان المهم : 
1- تعامله مع الأجواء سواءً داخلياً أو خارجيا 
2- التعامل تحت الضغوطات
3- التهيء النفسي للاعبين 

4-الاستفادة من الأخطاء سواءً من تغيير طريقة اللعب وتعديل أخطاءها

أيضاً أمر يغفل عنه الكثير .. سامي لم يستلم فريق قوي ومنافس. 
بل استلم فريق كان يعاني ويبحث عن شخصيته من 4 سنوات .. فبناء فريق بهوية واضحة وبأسماء متوسطة يحتاج وقت طويل .. وصبر قبل الدعم من الجمهور

سامي هذا الموسم لعب بأكثر من خطة وطريقة تكتيكية مختلفة عن نظيراتها ؛ وكلها لها مشاكل كما له مزايا. 




نبدأ بالطريقة الأولى ونستعرض أهم نقاطها . . وبالتأكيد لكل طريقة مزايا وعيوب

الفترة الأولى :


سامي استلم فريق كان يلعب الاستحواذ لمدة 4 سنوات على نفس الأفكار فليست مشكلة الهلال الكبيرة التي تحتاج لحل . . فطوّر الفريق من ناحية الإرتداد مع إبقاء الفريق بنفس الأفكار الهجومية.



أيضاً سالم الدوسري والشمراني والعابد ونيفيز وهرماش. الثلاثي الهجومي سريع ويناسب هذا النظام ويكون أخطر فيه .. ونيفيز من أفضل الممرين الذين يساعدون في الهجمة المرتدة

 وهرماش من لاعبي الارتكاز الذين تحتاجهم لينقل الفريق من الناحية الدفاعية للناحية الهجومية بسرعة عالية.


هَذِهِ أسباب تجعل الهلال أخطر عندما يرتد. 

نموذج لطريقة الهلال في الارتداد 
إرتداد بثلاثة لاعبين .. جناحين ورأس حربه 


نموذج آخر بنفس الطريقة 


لكن أيضاً التركيز على الارتداد كوّن مشكلة لأن الخصم يعطي الكرة للهلال ويعاني الفريق في صنع خطورة ويحرم من المساحات التي يحبها. 

مثلاً النصر من  الفرق المشهورة بالاستحواذ هذا الموسم 
لكن أمام الهلال تم تغيير الأسلوب . . وسلّم الكرة للهلال واتضحت معاناة الهلال في هذا الجانب. 

أيضاً الهلال اكتسح الشباب برباعية لأنه وجد المساحات التي يريدها في الهجمة المرتدة

بدأ الهلال موسمه بطريقة 4 -2- 3 -1
جهة يمنى هجومية ويسرى أكثر تحفظ وعمق مفضوح تماماً. 


استقبل الهلال من الجهة اليمنى : ١٥ هدف ومن الجهة اليسرى  ١٠ اهداف ومن العمق ١٣ هدف

الحراسة : 


3 حراس مثلوا الفريق في 41 مباراة رقم كبير جداً وسيء للفريق سواءً من حساسية المركز أو حتى من التفاهم مع المدافعين. 



عموماً موسم سيء لحراسة الفريق نسبة لا تتجاوز 3 من 10 لأداءهم رغم تحسن أداء السديري في آخر اللقاءات.

خط الدفاع : 


سامي اعتمد على الدفاع المتقدم وهو أمر طبيعي كون الفريق هو المستحوذ فالدفاع يكون عالي جداً. 

أيضاً الفريق كان يلعب بضغط عالي فيجب تقديم الدفاع حتى يتم ذلك. 
رباعي الدفاع كان :
الشهراني .. تشو هوان .. ماجد المرشدي .. الزوري. 

ظهيران من نوعية الFull back الحرية الأكبر للشهراني والزوري تقدماته أقل ولكنها تحدث أحياناً عندما يركز الخصم على إغلاق المنافذ أمام الشهراني عن طريق ميل مهاجم الخصم لجهة الشهراني مع الجناح ويصبح اللاعب في موقف 2ضد1
كما حدث في لقاء النصر ذهاب الدوري وبالتالي تنجم مساحات كبيرة تساعد الزوري في الانطلاق !

أو إذا كان جناح الخصم الأيمن ( المواجه للزوري ) سيء دفاعياً فيستغل الفريق ذلك من خلال تقدم الزوري 

كما حدث أمام العروبة ذهاباً وإياباً .. !

أما قلوب الدفاع أحدهم ممتاز في التمرير والآخر عادي جداً 

فكان الهلال يعتمد على تشو هوان كثير في بناء اللعب من الخلف إذا تم محاصرة لاعبي الارتكاز 
وهذا ما غطّى على عيوبه الدفاعية الكثيرة ؛ وجعله يستمر مع الفريق بصفة أساسية حتى يناير. 

النقطتين الأهم في الفريق والمثيرة .. هي دور المحاور والأجنحة. 


بدايةً الارتكاز :


تركيبة ارتكاز الهلال مكونة من لاعبيْن :
Holding ( كاستيلو )
Box to box ( هرماش )
وهذهِ الثنائية أنسب لفريق يرتد من فريق يستحوذ . . ولكن الفريق مجبر على الاستحواذ 

لذلك تغيير الثنائية تم بشكل سريع في الفترة الشتوية. 

أهم عيوب هَذِهِ الثنائية : 

هي كاستيلو السيء جداً في قراءة اللعب والمفتقد للذكاء في تغطية المساحات .. ودور هرماش الهجومي

نتج عن ذلك مساحات كبيرة بين لاعبي الارتكاز 

لاحظ المسافة بين لاعبي الارتكاز . . مالا يقل عن 10 أمتار بإمكان أي فريق تشكيل خطورة باستهداف هذه المساحة

أيضاً من أسباب ضعف الارتكاز
هو افتقاد الفريق للاعب ثالث في الوسط يدافع ؛ نيفيز محرر تماماً ؛ فالخصم الذي يلعب بنظام 4-3-3 يستطيع التحكم بالوسط أكثر من الهلال. 

دور ًهرماش كان منح الحرية للاعبين في التحرك : 


دور هرماش كان ( تحرير اللاعبين ) 


يعني عندما يدخل الجناح العمق يتحرك بشكل قطري للطرف  هذا يساعد في تحرير اللاعب 


في هذه الصورة نيفيز عاد للخلف ليقود المرتدة هرماش تحرك Direct لمركز نيفيز .

هذا الدور  من اللاعب يمنح الفريق تفوق عددي في منطقة معينة .. أيضاً يبقي الفريق محافظاً على شكله في أرض الملعب. 



الأجنحة : 

كان من المثير في هذا النظام دور الأجنحة التي تلعب على خط التماس دائماً ولا تدخل للعمق.
طبعاً هذا الأمر له أسباب العديدة :

قبل كل شيء يجب أن نعرف أن دور الأجنحة في أي خطة يحدده دور لاعبي الوسط 


1- نيفيز قريب دائماً من منطقة الجزاء ولا يفضل التحرك على الطرف لذلك دخول الأجنحة للعمق سيجبر الأظهرة للتقدم لملأ مكان الأجنحة . . وذلك الأمر سيسبب خلل في توازن الفريق الدفاعي


2- تواجد الظهير مع الجناح على نفس الخط سيجعل الظهير والجناح للخصم في مواجهة لاعبي الهلال 2 ضد 2 وهذا يصب في مصلحة الفريق لمهارة لاعبي الفريق العالية . . وتفاهمهم الشديد خاصة سالم الدوسري والشهراني

أضف إلى ذلك هرماش الذي بدوره يميل للطرف . . وبالتالي أفضلية واضحة للفريق في منطقة معينة

هذا الأمر سيكون مزعج لأي مدرب وبالتالي سيجبر لاعبي الوسط للميل إلى الطرف وبالتالي ستترك مساحات يستفيد منها نيفيز. 



شاهد تواجد لاعبان على الطرف أجبر الارتكاز بالميل في المنطقة المتواجد بهت الأجنحة ً.. واستغل نيفيز الكورة وسجل الهدف

3- كان لبقاء الأجنحة على الwith نقطة مهمة سجل منها الفريق أهداف عديدة هذا الموسم 
وهي الكرات العرضية التي سجل منها ناصر الشمراني رفقة نيفيز الذي يتحول كمهاجم ثاني في الحالة الهجومية  للفريق .. يصبح لاعبين من الهلال مقابل لاعبين من الفريق الخصم .. وسجل   الهلال أهداف عديدة من هذه النقطة هذا الموسم 

ناصر الشمراني من 29 هدف سجلها هذا الموسم 10 أهداف كانت من كرات رأسية 
أي ثلث أهدافه سجلت من الكرات العرضية. 


4- أيضاً بقاء الأجنحة على الWith من أهم الأسباب الدفاعية لتغطية هذي المساحات الكبيرة التي تظهر بين الظهير والجناح والتي لا يجد الفريق لاعب ارتكاز ذكي يعرف كيف يغطيها
 مثلاً أمام الأهلي .. بعد خروج سالم الدوسري ودخول عبدالعزيز الدوسري الذي يفضل الدخول للعمق وسيء جداً على الطرف ( من أهم أسباب فشله هذا الموسم ) 

نتجت مساحات كبيرة استغلها الظهير الأيسر للأهلي مع الجناح وسجل منها الفريق كان من الممكن أن تتقلص لو كان المحور ذكي بتغطية هذه المساحة 

كان من المفترض في هذه اللقطة تمركز كاستيلو في الدائرة السوداء الوهمية ليغطي على ثغرة تقدم الشهراني. 


وهذا ما جعل سامي يستقر على فكرة الجناح الذي يلعب على الخط 
(  تحليل للقاء  http://www.twitlonger.com/show/mougc8 )
 هذا الأمر حرم نواف العابد من التألق لأنه يفضل دائماً التواجد في العمق عكس سالم الدوسري الذي يفضل أن يكون جناح كلاسيكي على جناح يتحول كمهاجم ثاني. 

نواف العابد لعب 14 مباراة و صنع 7 أهداف ولم يسجل سوى هدف وحيد . . بالرغم من سوء أداءه إلا أنه تطور في الأسيست



ولأن لكل تكتيك مزايا وعيوب . . فالفريق افتقد لميزة مهمة جداً وهي تعطل الoutlets 

وهي الاختراقات العمودية والقطرية و تبادل المراكز 

وهذهِ أهم أداة لفريق يستحوذ. 


بالنسبة لدور نيفيز فهو أقرب لمهاجم ثاني من صانع لعب صريح . . يتحول بجانب الشمراني كمهاجم ثاني فيكون الهجوم بصراعات مباشرة مع قلبي دفاع الخصم 

مع بقاء الأجنحة على الطرف 


نموذج لتحول شكل الهلال ل 4-4-2 هجومياً 

المرحلة الثانية :

بعد المشاكل التي ظهرت في المرحلة الأولى والأسماء التي لا يمكن أن تضيف الكثير لهذه الطريقة كان سامي مجبر على التغيير . . هذه المرة تحول الفريق إلى 4-4-2

ياسر مكان العابد في التشكيلة الأساسية. 

فكرة سامي كانت فتح الملعب قدر المستطاع بالأظهرة وتغيير دور الأجنحة ومنحهم حرية أكبر في العمق.
في الفترة الشتوية وبعد جلب سعود كريري كنت أتمنى رحيل كاستيلو وبقاء هرماش 

لكن الفكرة كانت اللعب بنظام duple pivot محاور دفاعية تغطي على تقدم الأظهرة الهجومية 


الفكرة بنيت على مجيء حسن معاذ لكن للأسف اللاعب لم يأتي والمدرب بدأ يتراجع عن أفكاره. 

في هذه الطريقة تواجد لاعبي الأجنحة كان بالعمق بشكل كبير .. على شكل رباعي متقارب لاعبي الهجوم 

دور نيفيز اختلف ... بدل من كونه مهاجم ثاني ؛  أصبح الفريق يعتمد عليه كصانع لعب حقيقي يتحول من الطرف للوسط ويعود للخلف للمساعدة في بناء الهجمة. 

هذا الدور جيد له هجومياً .. صحيح قل معدله التهديفي وهذا متوقع

لكن الأهم هو التحكم بالوسط وهو دوره الرئيسي كونه صانع لعب .. !
 مشكلة نيفيز كانت في أدواره الدفاعية المطالب بها أي لاعب جناح للتغطية مع الظهير


لاحظ عدم عودة نيفيز الدفاعية نتج عنها موقف 2 ضد 1 للفريق للخصم على ظهير الهلال 

المرحلة الثالثة :

سوء الفرج .. وضعف مستوى كريري البدني جعل الفريق يتحول لطريقة 4-1-3-2. 

التشكيلة كانت ذات هجوم قوي جداً .. فخماسية الهلال في السد التي تعد أفضل مباراة للفريق هذا الموسم كانت بهذه الطريقة. 

ولكن إذا نظرنا لعيوبها سنلاحظ : 


الفريق يعاني جداً دفاعياً .. وأكبر ثغرة هي المساحة بين لاعب الارتكاز وصانع اللعب 

سامي حل المشكلة بتغيير دور لاعبي الأجنحة ؛ فبدلاً من العودة مع الظهير على الخط 

جعلهم كلاعبي بوكس تو بوكس ...  في الحالة الهجومية يتحولون للطرف وفي الحالة الدفاعية يعودون للعمق ليكونوا ثلاثي مع لاعب الارتكاز 

لكن بالطبع لا يمكن اللعب بهذه الطريقة أمام خصم قوي .. بسبب وحود مساحات كبيرة على الأطراف

تكون خطر على أي فريق يدافع بهذا 

حتى في لقاء الهلال والسد .. في بداية الشوط الثاني سامي أدخل ارتكاز ثاني ليغطي هذه الثغرة

في نهاية العام الفريق وجد التوليفة المناسبة وأهم ما ساعد في نجاحها هو عودة كريري الذي على الأقل وإن لم يقدم أي إسهام هجومي . . فهو ذكي ويعرف كيف يغطي على أخطاء زملائه. 

بالنهاية لا يسعني أن أقول سوى اعذروني على أي خطأ . . أغلب الإحصائيات اجتهادات شخصية. 

أبو سامي الملكي 
@lover_milkitis

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق